قال مصدر مسؤول في الإدارة الأميركية لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية ان واشنطن بدأت بالفعل بتوفير دعم عسكري متزايد للثوار في سورية، وذلك عبر عملية بدأت قبل أيام في وقت تعهد رئيس هيئة أركان الجيش الحر بالانتصار على قوات النظام السوري خلال 6 اشهر في حال تسلمت قواته الأسلحة المطلوبة.
وقال المصدر الذي طلب من «سي ان ان» عدم كشف اسمه إن جهود الدعم الأميركية بدأت قبل أيام عدة، وبقيادة الاستخبارات المركزية الأميركية«سي اي ايه »، التي باشر مديرها، جون برينون، إخطار الدول الحليفة بطبيعة المساعدات المقدمة.
وذكر مسؤولون على صلة بالإدارة الأميركية أن الدعم سيشمل بنادق وذخائر، كما قد يتضمن أسلحة مضادة للدروع، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
من جانبه، قال لؤي المقداد، المتحدث باسم الجيش السوري الحر، إنه يتوقع أن تقوم واشنطن في بداية الأمر بتسليم ذخائر للمعارضة، عوض تقديم أسلحة ثقيلة لها، ولكنه شدد في الوقت نفسه على حاجة المعارضة لصواريخ مضادة للدروع والطائرات لمنع القوات الحكومية من استرداد ما وصفها بـ «المناطق المحررة» وتنفيذ «مجازر بحق السكان».
وردد السيناتور الجمهوري، جون ماكين، أحد أبرز الداعمين لمطالب المعارضة السورية، صدى مطالب المقداد، مؤكدا حاجة المعارضين السوريين لصواريخ مضادة للدروع والطائرات، محذرا من إمكانية خسارتهم للحرب بمواجهة القوات النظامية، كما حض على قيام واشنطن بفرض منطقة حظر جوي.
وهو ما تحدث عنه ديبلوماسيون غربيون لـ «رويترز» مؤكدين «أن الولايات المتحدة تدرس اقامة منطقة حظر جوي في سورية».
وقال ديبلوماسيان غربيان كبيران ان واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران قريبة من حدود سورية الجنوبية مع الاردن.
وقال ديبلوماسي «واشنطن تدرس اقامة منطقة حظر طيران لمساعدة معارضي الأسد».
وقد يتطلب اقامة منطقة حظر طيران ان تدمر الولايات المتحدة الدفاعات الجوية السورية التي اقامتها روسيا وهو ما يقحمها في الحرب بنفس الطريقة التي تدخل بها حلف شمال الأطلسي للمساعدة في الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل عامين. وتقول واشنطن انها لم تستبعد هذا الأمر لكن القرار ليس «وشيكا».
وفي هذا السياق، أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أمس ان بلاده طلبت من الولايات المتحدة إبقاء مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في المملكة بعد انتهاء مناورات «الأسد المتأهب» التي ستختتم في أواخر يونيو الجاري رغم أنه اعلن رفض بلاده ان تكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سورية انطلاقا من سياستها في عدم التدخل بشؤون الدول.
من جانبه، حث اللواء سليم ادريس رئيس اركان الجيش السوري الحر الحلفاء الغربيين على تزويد قواته بصواريخ مضادة للطائرات واخرى مضادة للدبابات واقامة منطقة حظر طيران قائلا ان بإمكان قواته هزيمة جيش الأسد في غضون 6 اشهر اذا سلحت بشكل جيد.
وأردف قائلا لـ «رويترز» ان قواته تحتاج بشكل عاجل لأسلحة ثقيلة في مدينة حلب بشمال سورية التي قال ان قوات الأسد تستعد لشن هجوم ضخم عليها.
لكن إدريس، وفي اتصال مع برنامج الإعلامية كريستيان أمانبور قال إنه لم يتلق ما يشير إلى طبيعة الأسلحة التي ستتلقاها المعارضة من الولايات المتحدة.
وتابع إدريس قائلا: «نحتاج فعلا إلى السلاح والذخائر، وخاصة الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، ونتمنى ألا يتركنا أصدقاؤنا في الولايات المتحدة بمفردنا بمواجهة حزب الله والمقاتلين الإيرانيين والعراقيين وسلاح الجو التابع لقوات النظام التي تحاول الآن استعادة السيطرة على حلب وضواحيها».
fvmni قال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أمس إن أي محاولة لفرض منطقة حظر طيران فوق سورية باستخدام مقاتلات إف 16 وصواريخ باتريوت من الأردن سينتهك القانون الدولي.
وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع إيما بونينو وزيرة الخارجية الإيطالية «ثمة تسريبات من وسائل اعلام غربية تتعلق ببحث جاد لفرض منطقة حظر طيران فوق سورية بنشر صواريخ باتريوت المضادة للطائرات ومقاتلات إف 16 في الأردن».
وقال «لا يحتاج الأمر لخبير لكي يدرك أن ذلك سينتهك القانون الدولي».
ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الاسبوع الماضي مقترحا أميركيا بتسليح المعارضة السورية وفرض منطقة حظر طيران محدودة فوق المنطقة الجنوبية من الاراضي السورية.
من جهة أخرى وردا على اتهام الولايات المتحدة للنظام السوري باستخدام الاسلحة الكيماوية قال لافروف ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يحتاج الى استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المقاتلين، طالما ان قواته حققت تقدما في الاسابيع الاخيرة.
واضاف ان «النظام يحرز انتصارات على الارض، وقد اعترفت المعارضة بذلك صراحة». وتساءل لافروف «اي جدوى يمكن ان يجنيها النظام من استخدام اسلحة كيميائية خصوصا على نطاق ضيق جدا؟».