استبق رئيس النظام السوري بشار الأسد قمة دول الثماني الصناعية الكبرى في إيرلندا الشمالية أمس، بتحذير أوروبا بدفع ثمن تسليحها للثوار السوريين.
وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة ألمانية تنشر اليوم ان اوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة.
وأضاف في المقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ» التي أجريت معه في دمشق وبثت مقتطفات منها أمس «اذا قام الأوروبيون بإرسال أسلحة، فإن العمق الأوروبي سيصبح الفناء الخلفي لأوروبا إرهابيا وستدفع أوروبا ثمن ذلك». وحذر ايضا من ان تسليح المعارضة سيؤدي الى تصدير «الإرهاب» الى اوروبا.
وتابع في اول تصريحات له منذ أعلنت الولايات المتحدة يوم الخميس انها ستزود مقاتلي المعارضة السورية بمساعدات عسكرية قائلا «سيكتسب الإرهابيون خبرة في القتال وسيعودون بعقائد متطرفة».
ورفض الأسد اتهامات الغربيين بقيام جيشه باستخدام أسلحة كيميائية ضد مقاتلي المعارضة. وقال «اذا كان لباريس ولندن وواشنطن دليل واحد لهذه الاتهامات لكانوا عرضوها على العالم».
تصريحات الأسد جاءت فيما كان زعماء قمة مجموعة الثماني يتوافدون على ايرلندا الشمالية التي وصلها كل من الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الى القمة التي تمحورت مناقشاتها حول الأزمة السورية، متمسكا بمواقفه.
ورغم أن قمة مجموعة الثماني التي يترأسها رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون وتختتم اليوم، هدفها «دفع عجلة النمو والازدهار في العالم، إلى جانب التجارة والشفافية ومكافحة الإرهاب» إلا أن الحرب التي يشنها النظام السوري المدعوم بحزب الله اللبناني وايرن، هيمنت على مباحثات القمة واللقاءات الثنائية على هامشها. فالرئيس الاميركي المدعوم بالموقفين الفرنسي والبريطاني حمل معه «أدلة على استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية» ليواجه نظيره الروسي المتمسك بدعمه للنظام ورئيسه بشار الأسد والرافض قطعا اقامة منطقة حظر جوي فوق سورية. فقد أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفتش، أمس وقبل ساعات من انطلاق القمة، أن روسيا لن تسمح بفرض منطقة حظر جوي. ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن لوكاشيفتش في مؤتمر صحافي «نحن لن نسمح بسيناريو كهذا.. هذه مناورات سببها عدم احترام القانون الدولي».
بدوره، انتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند تسليم روسيا أسلحة لنظام دمشق معتبرا انه يجب «الا نأمل كثيرا» في إحراز تقدم في الملف السوري خلال قمة مجموعة الثماني التي عقدت أمس. وقال هولاند لصحافيين لدى وصوله الى ايرلندا الشمالية «كيف يمكننا ان نقبل بأن تستمر روسيا في تسليم نظام بشار الأسد اسلحة في حين لا تتلقى المعارضة سوى كميات محدودة من الأسلحة وهي تتعرض اليوم للقتل؟».
واضاف «كيف يمكننا ان نقبل بأن هناك اليوم أدلة على استخدام اسلحة كيميائية من دون ان تكون هناك إدانة من الأسرة الدولية ومجموعة الثماني؟»، بعد ان أعربت روسيا عن شكوكها في الأدلة التي قدمها الغربيون في هذا الخصوص.
وقال هولاند «اعتقد انه علينا ألا نتوهم كثيرا فإننا لن نجد هنا خلال قمة مجموعة الثماني الحل. لكن قد تكون القمة مرحلة يدرك خلالها كل طرف ما تمر به سورية».
وأضاف «سيكون هناك هذا النقاش ليس لوضع روسيا جانبا بل لإفهامها انه يجب تنظيم مؤتمر السلام في جنيف من أجل مصلحة المنطقة والسلام في العالم لإيجاد حل سياسي».
من ناحيته، قال كاميرون قبل انطلاق قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا واليابان وألمانيا وروسيا وايطاليا وفرنسا، إنه «سيغتنم هذه الفرصة لمعالجة عدد من أكبر القضايا التي تواجه مجموعة الثماني من خلال مناقشتها بصراحة، والموافقة على اجراءات عملية ستحدث فرقا بالنسبة لشعوبنا والعالم الأوسع، وتجاوز العقبات والاعتراضات، وتوليد ارادة سياسية لحل المشاكل التي نواجهها».
واضاف كاميرون ان القضية الأهم التي تواجه بلدان مجموعة الثماني هي «كيفية تعزيز الانتعاش الاقتصادي، وقام بوضع خطة واضحة وملموسة حين بدأت بلاده التخطيط للقمة لاعتماد اجراءات لتعزيز النمو ومساعدة دول المجموعة على النجاح في السباق العالمي، واتخاذ اجراءات لخلق فرص عمل والحد من الفقر ومساعدة الناس في جميع أنحاء العالم».
قضية التجسس على المشاركين في قمة الـ 20 تحرج كاميرون مستضيف قمة مجموعة الثماني
رفض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التعليق على التقارير التي أفادت بأن «هيئة الاتصالات الحكومية»، وهي هيئة بريطانية تابعة لأجهزة الاستخبارات مكلفة بمتابعة الاتصالات اخترقت مرارا وتكرارا هواتف ورسائل البريد الإلكتروني لديبلوماسيين أجانب أثناء قمة مجموعة العشرين عام 2009 في لندن.
ومن شأن هذه المعلومات إحراج كاميرون الذي يستضيف قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية حيث من المحتمل أن تسبب قضية تنصت الولايات المتحدة الأميركية توترات. وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية اليومية على موقعها الإلكتروني مساء امس الاول استنادا على تسريبات لادوارد سنودين المسؤول الاستخباراتي الأميركي السابق وعلى وثائق أطلع عليها مراسلوها إنه تم مراقبة الحواسب الآلية وهواتف المسؤولين خلال اجتماعات مجموعة العشرين. وقالت «غارديان» إنه تم الترتيب لكي يستخدم بعض المشاركين في قمة مجموعة الثمانية التي عقدت في لندن مقاهي إنترنت تم إقامتها لتتمكن هيئة الاتصالات البريطانية من تعقب رسائلهم.
وأضافت الصحيفة إن هذا الإجراء الذي استهدف دولا من بينها تركيا وجنوب أفريقيا كان يهدف لتحسين موقف بريطانيا التفاوضي خلال القمة بدلا من الاهتمام بالمخاوف الأمنية.