جدد الرئيس السوري بشار الاسد تمسكه بمنصبه رغم الاحتجاجات والنزاع الذي تشهده بلاده منذ اكثر من عامين، معتبرا التنحي عن منصبه «خيانة وطنية»، وذلك في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت كاملة أمس.
وقال الاسد في المقابلة مع صحيفة «فرانكفورتر الجيماينه تسايتونغ»: «إذا كان قراري أن أترك في هذه الظروف فهي خيانة وطنية، لكن عندما يكون قرار الشعب ان تتخلى عن منصبك فهذا موضوع آخر»، وذلك بحسب النص الذي نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).
واضاف «كيف تعرف ان الشعب يريدك أن تترك منصبك، إما بالانتخابات أو الاستفتاء».
ورفض الرئيس السوري منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة له قبل اكثر من عامين، التنحي عن منصبه، وهو مطلب اساسي للمعارضة السورية والعديد من الدول الداعمة لها.وشدد الاسد على ان «الرئيس لديه مهمة بحسب الدستور، ولديه فترة رئاسية تنتهي في العام 2014. عندما يكون البلد في أزمة تكون مهمات الرئيس اكبر وليست أقل، فمن الطبيعي الا تترك البلد خلال الازمة». واقر الرئيس السوري بمشاركة عناصر من حزب الله اللبناني في المعارك الى جانب القوات النظامية، مقللا في الوقت نفسه من تأثير هؤلاء على سير المعارك الميدانية.
وشدد على انه «لا يوجد كتائب (لحزب الله)، هم أرسلوا عددا من المقاتلين على أطراف الحدود حيث يوجد إرهابيون في منطقة الحدود عند القصير، وساعدوا الجيش السوري في عملية التنظيف على الحدود اللبنانية».
وسأل الاسد «مهما أرسل حزب الله إلى سورية فكم يستطيع ان يرسل؟ بضع مئات؟ أنت تتحدث عن معركة يوجد فيها مئات آلاف الجنود من الجيش العربي السوري».
اضاف «بضع مئات تؤثر في مكان، لكن لا تستطيع أن تغير الموازين في سورية».
وأوضح الأسد أن تلك الدعاية تهدف إلى أمرين «الأول إظهار أن حزب الله هو الذي يقوم بالمهمة، والثاني لإثارة الرأي الغربي والدولي ضد حزب الله».
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله أكد في خطاب الجمعة الى ان الحزب اللبناني سيستمر في المشاركة في القتال داخل سورية «ما بعد القصير مثل ما جانب القصير، حيث يجب ان نكون سنكون».
واعتبر رئيس النظام السوري ان وسائل الإعلام تحاول تصوير أن حزب الله يقاتل لأن الجيش السوري ضعيف. إننا نحقق في الواقع منذ بضعة أشهر انتصارات كبيرة في مناطق مختلفة، ربما تكون أكثر أهمية من القصير، لكن التقارير الإعلامية لم تتطرق إلى ذلك.
وأكد الأسد ألا أحد يقاتل في تلك المناطق سوى الجيش السوري، وأضاف «هناك أيضا لجان شعبية تدافع مع الجيش عن مناطقها. وهذا هو أحد أسباب نجاحنا»، وهي ميليشيات غالبتها من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس ويطلق عليها السوريون الشبيحة.
ووسط استعدادات دولية لعقد مؤتمر سعيا للتوصل الى حل للازمة السورية بمشاركة النظام والمعارضة، اتهم الاسد دولا داعمة للمعارضة بعرقلة عقد المؤتمر الذي اصطلح على تسميته «جنيف 2».
وقال «بكل الأحوال نحن مقبلون على مؤتمر جنيف، لكن هناك عراقيل خارجية. تركيا، قطر، السعودية، فرنسا، بريطانيا، هذه الدول بشكل أساسي لا ترغب بالحوار وترغب باستمرار الاضطرابات، هذا هو السبب الذي جعل الحوار وانجاز الحل السياسي يتأخر في سورية».