صعد النظام السوري من قصفه على أحياء العاصمة وريفها بعدما أعلن الجيش السوري الحر وتنسيقيات المعارضة سيطرة الثوار مخازن أسلحة نوعية تابعة لقوات النظام السوري في منطقة القلمون قرب دمشق. وقالت صفحة الثورة السورية ان الثوار غنموا أسلحة مضادة للدروع وصواريخ كونكورس وميلان وكورنيت وغراد وراجمة صواريخ عيار 107 من مستودعات النظام المعروفة باسم مستودعات دنحة بريف دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس، من ناحيته أن مقاتلي «لواء الإسلام وجبهة النصرة وكتيبة التوحيد وقوات المغاوير وكتائب شهداء القلمون وغيرها سيطروا على ثلاثة مستودعات في منطقة القلمون بريف دمشق»، وذلك اثر اشتباكات بين ليل أمس الأول وفجر امس.
وتحاول قوات نظام الرئيس بشار الأسد منذ فترة طويلة السيطرة على معاقل لمقاتلي المعارضة في ريف دمشق، يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم ضد العاصمة.
وفيما يبدو ردا على هذا التقدم الذي حققه الثوار زاد جيش النظام من قصفه لأحياء دمشق الجنوبية والريف، واتهمت الثورة السورية النظام بارتكاب مجزرة في قرية حمورية أسفرت عن مقتل 8 أشخاص وعدد كبير من الجرحى جراء القصف العنيف على بلدة حمورية في ريف دمشق براجمات الصواريخ وقذائف الهاون.
كما استهدف الطيران الحربي بساتين رنكوس وقصف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة مدن وبلدات بيت سحم ويلدا والبيوضة وببيلا ويبرود والنبك وجرد تلفيتا وبساتين رنكوس وداريا ومعضمية الشام وعربين وحجيرة البلد وسقبا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية وعدة مناطق بجبال القلمون.
ودارت اشتباكات عنيفة في مدينة السيدة زينب بين الجيش الحر وقوات النظام المدعومة بقوات حزب الله ولواء أبوالفضل العباس.
أما داخل العاصمة فقد تواصلت الاشتباكات في منطقة العباسيين والقابون التي أرسل إليها الجيش الحر تعزيزات أمس الأول. وقالت صفحة «الثورة السورية» ان انفجارا شديدا وقع في سماء دمشق نتج عن تفجير الجيش الحر لمبنى تواجد فيه «شبيحة» النظام على مشارف ساحة العباسيين.
من ناحية أخرى، وفي حمص قصفت القوات النظامية حيي القصور وجورة الشياح وهما مجاوران لحي الخالدية الذي سيطر عليه النظام ومازال بيد مقاتلي المعارضة.
وواصلت قوات النظام حصارها لحي الوعر وإغلاق منافذه إلا أنها سمحت بخروج أعداد محدودة من ساكنيه أمس.
وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» من تدهور الوضع الإنساني خاصة للنساء والأطفال، مطالبة بالسماح لها بالوصول الى نحو 400 الف مدني تحاصرهم قوات النظام في حي الوعر بحمص.
وقال المدير التنفيذي للمنظمة انطوني لايك «يتدهور وضع النساء والأطفال في مدينة حمص السورية بشكل سريع»، مشيرا إلى أن «الحواجز العسكرية تحد من وصول المؤن الى المنطقة»، وذلك في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه.
وأشار لايك الى وجود «حوالي 400 ألف شخص من النازحين في منطقة الوعر يعيشون في ابنية غير مكتملة وفي المدارس ومرافق عامة»، مناشدا «جميع الأطراف تسهيل الوصول الآمن والسماح لهذه العائلات العالقة حاليا في الوعر المغادرة والوصول إلى بر الأمان بكرامة».
وأشار إلى أن الوضع في الحي «ازداد تدهورا» في الأيام الأخيرة.
وأوضح انه «فيما لا تزال المنطقة مزودة بالكهرباء والمياه، هناك نقص متزايد في الخضراوات والحليب والمواد الضرورية الأخرى، كما أن مؤن الإغاثة الطارئة التابعة لنا في اليونيسف ستنفد خلال أيام معدودة».
في غضون ذلك، تستمر المعركة التي أطلقها الجيش الحر لتحرير السجن المركزي حيث تجري اشتباكات عنيفة في محيطه تحت وابل من نيران الطيران الحربي، وقالت الهيئة العامة للثورة السورية «ان الجيش الحر استهدف قوات النظام في مبنى السجن المركزي بالرشاشات الثقيلة»، مؤكدة وقوع انفجار ضخم في السجن المركزي. وامتدت الاشتباكات الى ضهرة كفر حمرة وجبل شويحنة. وتعرضت مدينة السفيرة لقصف مدفعي عنيف.
وجددت المدفعية الثقيلة للنظام ودباباته قصفها على أحياء الراشدين والزبدية وبستان القصر ومعظم أحياء حلب المحررة وجرت اشتباكات في حي الراشدين بين الجيش الحر وقوات النظام، بحسب شبكة شام الاخبارية.
في سياق متصل، ألقى الطيران البراميل المتفجرة على بلدة كورين بريف ادلب وقصف النظام بالمدفعية الثقيلة مدينة سراقب.
على الجبهة الجنوبية، استأنف الطيران الحربي قصفه لمدينة الحارة وبلدة نمر بريف درعا بينما قصفت المدفعية الثقيلة مدن نوى وبصرى الشام والنعيمة والغارية الشرقية. تخللته اشتباكات عنيفة مدينة الحارة بين الجيش الحر وقوات النظام.