احتج آلاف الأكراد على خطط تركية لبناء جدار على قطاع من الحدود مع سورية ووصفوها بأنها خطوة لمنع المجتمعات الكردية من تعزيز الروابط فيما بينها عبر الحدود.
وقالت عائشة جوكان رئيسة بلدية اقليم نصيبين التي تضرب عن الطعام منذ تسعة ايام احتجاجا على بناء الجدار ان المشروع سيفصل الاسر والاقارب الذين يعيشون على جوانب مختلفة من الحدود.
وأوضحت: «الحكومة تفصل الاكراد عن اسرهم واقاربهم لسبب واحد هو ان لديها القدرة لفعل ذلك.. لكن لكل شيء حدود. لقد سئم الناس. وكأن الالغام الارضية والاسيجة الحدودية لم تكن كافية لذا فهم يبنون الجدران».
وأبرز الاحتجاج التوتر الطائفي الذي يمتد إلى خارج سورية بفعل الحرب الناجمة عن الانتفاضة ضد حكم الرئيس بشار الأسد والتي تحولت إلى جيوب طائفية وعرقية متحاربة تهدد بتقويض الاستقرار في الدول المجاورة.
وكانت حشود محتجين أغلبهم شبان بعضهم يلوح بأعلام كردية قد تجمعوا في بلدة نصيبين التركية التي يفصلها سياج من الأسلاك الشائكة ومنطقة عازلة عن بلدة القامشلي السورية.
وكان مسؤولون قالوا الشهر الماضي إن تركيا تبني جدارا ارتفاعه متران لمنع الناس من تجاوز نقاط التفتيش ومنع التهريب قرب القامشلي، حيث تكررت الاشتباكات بين مقاتلين أكراد ووحدات من مقاتلي المعارضة السورية وقبائل عربية.
ولم تتعرض قوات الأمن للمشاركين في الاحتجاجات التي نظمها حزب السلام والديمقراطية التركي المؤيد للأكراد طوال اليوم، لكنها أطلقت الغاز المسيل للدموع لفض المتظاهرين عندما شرعوا في الاعتصام.
كما اندلعت مصادمات خلال احتجاجات في اقليم الجزيرة الجنوبي مساء الخميس عندما القى المتظاهرون بالقنابل الحارقة واطلقوا الالعاب النارية على عربات شرطة مدرعة.
وتقول جماعات من أكراد سورية إنها انتزعت المزيد من الأراضي من أيدي مقاتلين إسلاميين في شمال شرق سورية في الأسابيع القليلة الماضية وأحكمت سيطرتها على منطقة تسعى منذ فترة لإقامة حكم ذاتي فيها.
ويشكل سعي الأكراد لتأكيد ذاتهم مأزقا لتركيا التي تسعى لإحلال السلام على أراضيها مع مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي قاتل على مدى ثلاثة عقود من أجل مزيد من الحكم الذاتي الكردي.