دعا وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف الى «وقف اطلاق نار في مناطق محددة» في سورية قبل مؤتمر «جنيف 2» للسلام المرتقب في 22 الجاري. واتفقا على أهمية عقده في موعده المحدد ومشاركة جميع الاطراف في سورية على طاولة المفاوضات باعتباره السبيل الوحيد لحل الازمة السورية.
وبقيت مسألة مشاركة ايران في المؤتمر موضع خلاف بين لافروف وكيري حتى الساعة لكن الوزير الأميركي اعتبر ان ايران ستكون «موضع ترحيب» و«مدعوة» اذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسي في سورية التي حددها مؤتمر جنيف الاول في 30 يونيو 2012.
وشدد كيري في مؤتمر صحافي مشترك عقب مباحثات أجراها مع نظيره الروسي في باريس على ان «الولايات المتحدة تعتقد ان الشروط المسبقة الوحيدة للمؤتمر المقبل هي الدعم لاعلان مؤتمر «جنيف 1» وعلى طهران ان تقرر ما اذا كانت تدعمه». وقد نص على تشكيل حكومة انتقالية في سورية تملك كل السلطات، مؤكدا ان الحل يبقى بيد الشعب السوري عبر التوصل لحل سياسي.
وقال ان الجانبين الأميركي والروسي اتفقا على بذل كل الجهود لحث الاطراف المعنية للمضي قدما في المفاوضات، مضيفا «لا نسعى الى فرض حل أميركي او روسي للازمة، الاطراف ذاتها هي من سيتفاوض بهذا الشأن ونحن نستغل علاقاتنا لتوفير عناصر نجاحها».
وأضاف في المؤتمر الذي حضره المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية الاخضر الابراهيمي انه «حان الوقت ليرسم الشعب السوري مستقبله ومن الضروري ان ندفع نحو السلام والاستقرار الذي يسعى له الشعب السوري»، معتبرا «العنف يمارس من كل الاطراف ولذلك يجب وضع حد لذلك».
وطالب بوقف عمليات القصف المستمرة ضد المدنيين وقتل الاطفال واستعمال سياسة التجويع كسلاح في الحرب من قبل قوات النظام، مشيرا الى ان ذلك يشكل «إساءة كبيرة» لحقوق الانسان.
وقال انه ناقش مع لافروف الوصول الى وقف إطلاق النار في مناطق محددة، مشيرا الى ان وزير الخارجية الروسي بحث مع النظام السوري إنشاء مناطق آمنة لايصال المساعدات الانسانية للمدنيين. واضاف كيري «لقد بحثنا امكانية محاولة تشجيع وقف لاطلاق النار، قد يكون وقفا في مناطق محددة بدءا بحلب».
من جهته، وصف لافروف مباحثاته مع نظيره الأميركي بانها «بناءة» في سلسلة التحضيرات الجارية لمؤتمر «جنيف 2» إلا انه قال ان الظروف ليست مهيأة لعقد هذا المؤتمر حتى الآن.
وقال وزير الخارجية الروسي ان «النظام السوري وافق على المشاركة وحدد من سيمثله في المؤتمر ونحن منشغلون الان بالمعارضة التي لم تحدد موقفها بعد» مؤكدا دعم بلاده للجهود الجارية لعقد مؤتمر جنيف في موعده المحدد في 22 يناير المقبل.
وأعرب عن اعتقاده بضرورة مشاركة إيران والسعودية في «جنيف 2».
وأكد لافروف السعي لايصال المساعدات الانسانية للمتضررين، مشيرا الى ان «النظام السوري وافق على التعاون في هذا الاطار».
ودعا المسؤولون الثلاثة ايضا الى «تبادل معتقلين» بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري وكذلك الى فتح «ممرات انسانية» في سورية.
من ناحيته، قال المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية في سورية الاخضر الابراهيمي ان التحضيرات التي تجري لعقد مؤتمر «جنيف 2» تسير بشكل جيد، معربا عن الاستعداد لتهيئة مناخ جيد لانعقاد المؤتمر بمساعدة جميع البلدان.
وأكد السعي للمضي قدما في إيصال المساعدات الانسانية وتبادل الاسرى حتى قبل انعقاد المؤتمر، مشيرا الى ان المساعدات بدأت تصل الى مخيم اليرموك بعد مفاوضات بين المعارضة والنظام.