أعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن قلقه حيال أنباء تحدثت عن تقديم مساعدات أميركية للمعارضة السورية.
وقال لافروف أثناء مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأرجنتيني هكتور تيمرمان «نحن قلقون حيال ما يتردد حول عزم الإدارة الأميركية تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية وتدريب المسلحين المعارضين والموافقة على تزويدهم بأسلحة صاروخية مضادة للطائرات».
ودعا واشنطن إلى «عدم إعادة أخطاء الماضي» معيدا إلى الأذهان «تجربة أفغانستان عندما دربت واشنطن المتشددين الأفغان وسلحتهم ومهدت بذلك لولادة تنظيم القاعدة». ورفض «ربط استئناف مفاوضات جنيف بضرورة تخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة» واصفا هذه المطالب بانها غير واقعية وغير منطقية.
وأوضح انه سيجري مباحثات عبر الهاتف مع نظيره الأميركي جون كيري حول تطورات الوضع في سورية، مؤكدا ضرورة الرهان على العملية التفاوضية لإيجاد حل للازمة السورية.
تصريحات لافروف جاءت ضمن تقرير أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن عزم الرئيس الأميركي باراك أوباما السماح للقوات الأميركية بتدريب مقاتلين من المعارضة السورية المعتدلة من اجل التصدي لتصاعد نفوذ المتطرفين المرتبطين بتنظيم القاعدة في هذا البلد، على ما ذكرت الثلاثاء.
ورفض البيت الأبيض أن يؤكد أو ينفي الخبر مكتفيا بالقول ان الرئاسة «تواصل تقييم الخيارات المتاحة لمكافحة المخاطر الإرهابية الصادرة من سورية والمساعدة على وضع حد للازمة»، كذلك رفضت وزارة الخارجية الإدلاء بأي تعليق.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي للصحافيين أن «السياسة الحالية تبقى تعزيز المعارضة المعتدلة التي تقدم بديلا لنظام الأسد الوحشي وللعناصر الأكثر تطرفا داخل المعارضة».
وأضافت «لدينا منذ وقت طويل مجموعة من الخيارات، أعلنا بوضوح أننا ننظر إلى سورية كمشكلة طابعها مكافحة الإرهاب وبالتأكيد أننا نأخذ هذا الأمر في الاعتبار في الخيارات التي نبحثها».
ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة أن «الرئيس سيعلن بوضوح نيته توسيع دعمنا للمعارضة السورية المعتدلة وزيادة دعمنا لجيران سورية الذين يواجهون التهديدات الإرهابية الناجمة عن الوضع الذي تسبب به الأسد في سورية». لكن الرئيس لن يكشف تفاصيل عن عدد المقاتلين الذين سيتم تدريبهم ولا مكان إجراء هذا التدريب، بحسب «وول ستريت جورنال».
وهذا الموقف وفق الصحيفة هو ثمرة مشاورات داخل الإدارة الأميركية استمرت عاما كاملا وسط تجاذب بين تيار يطالب بزيادة الضغط على النظام السوري وآخر يخشى الانزلاق نحو نزاع جديد في الشرق الأوسط.
غير أن «وول ستريت جورنال» كتبت أن تنامي قوة المتطرفين في صفوف المعارضة السورية والضغط الذي مارسه حلفاء واشنطن في المنطقة أفضيا إلى هذا القرار.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة «كوميرسانت» الروسية أمس أن روسيا ستمنح سورية 240 مليون يورو كمنحة لا ترد لحل القضايا الاجتماعية خلال العام الحالي.
واستندت «كوميرسانت» إلى مصدر رفيع المستوى في الدوائر الحاكمة الروسية، والذي أبلغها بأن الحكومة الروسية قررت الاستجابة لطلب تقدمت به الحكومة السورية للحصول على مساعدة مالية لمواجهة القضايا الاجتماعية.
وأكد المصدر الرسمي الروسي أن موسكو قررت بالفعل تخصيص 240 مليون يورو لتقديم مساعدة مالية طلبتها الحكومة السورية.
وذكرت الصحيفة الروسية أن رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف أصدر تعليمات 30 أبريل الماضي بصرف مبلغ 9.4 مليارات ليرة سورية من حساب مصرف «فنيش أكونوم بنك» الروسي لدى البنك المركزي السوري.