كما كان متوقعا، أعلن أكراد سورية النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد. ودفع هذا التطور المهم المعارضة والنظام السوري الى الاتفاق لأول مرة على رفضه.
كما لاقت هذه الخطوة رفضا دوليا واقليما لاسيما من تركيا الجارة الشمالية لسورية والمعني الأبرز بهذه الفيدرالية.
وقاد هذا التطور حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، خلال اجتماع حضرته احزاب وشخصيات عدة في مدينة رميلان بالحسكة.
وتشمل المناطق المعنية بهذا النظام المواقع التي سيطرت عليها قوات سورية الديموقراطية من محافظة الجزيرة وعاصمتها الحسكة، الى جانب عين العرب «كوباني» الواقعة بريف حلب الشمالي، اضافة الى منطقة أخرى منفصلة جغرافيا عن هذه المناطق، وهي عفرين الواقعة بريف حلب الغربي.
وأكد سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديموقراطي، لفرانس برس انه تم اقرار النظام الفيدرالي في روج آفا «وتعني غرب كردستان»، مشيرا الى انه «تم الاتفاق على تشكيل مجلس تأسيسي للنظام ونظام رئاسي مشترك».
وقال الدار خليل، عضو الهيئة التنفيذية لحركة المجتمع الديموقراطي الكردية، لفرانس برس «نبارك مشروع النظام الفيدرالي روج آفا ـ شمال سورية».
ورغم أن التقدم الذي حققته الميليشيات الكردية جاء بدعم أميركي فإن واشنطن اعلنت أنها لن تعترف بمناطق ذات حكم ذاتي في سورية، لكنها أبقت الباب مواربا وأكدت ان أي نموذج للفيدرالية ينبغي أن يستند إلى محادثات جنيف.
وقبل الاعلان عن الفيدرالية أقام الاكراد ادارات ذاتية في المناطق التي انسحب منها النظام، لكن النظام السوري اعلن رفضه لهذه الفيدرالية.
وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية: ان الحكومة «تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بمن في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان» في محافظة الحسكة.
ونقلت وكالة الانباء الرسمية (سانا) عن المصدر في وزارة الخارجية تأكيده ان «طرح موضوع الاتحاد أو الفيدرالية سيشكل مساسا بوحدة الأراضي السورية، ولا قيمة قانونية له».
وشدد على انه لن يكون للاعلان «أي أثر قانوني أو سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي مادام لا يعبر عن إرادة كامل الشعب السوري بكل اتجاهاته السياسية وشرائحه المتمسكين جميعا بوحدة بلادهم أرضا وشعبا».
من جهته، أكد الائتلاف السوري المعارض في بيان أنه «لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري»، وحذر «من أي محاولة لتشكيل كيانات أو مناطق أو إدارات تصادر إرادة الشعب السوري».
وشدد الائتلاف على ان «تحديد شكل الدولة السورية، سواء كانت مركزية أو فيدرالية، ليس من اختصاص فصيل بمفرده او جزء من الشعب، أو حزب أو فئة أو تيار»، بل سيتم ذلك «بعد وصول المفاوضات إلى مرحلة عقد المؤتمر التأسيسي السوري الذي سيتولى وضع دستور جديد للبلاد».
وأكد الائتلاف انه «لن يقبل أي مشروع يقع خارج هذا السياق، ويصر على وحدة سورية أرضا وشعبا».
من جهته، قال مسؤول تركي كبير لـ «رويترز» أمس: إن تركيا تعارض أي خطوات منفردة لإقامة كيانات جديدة في سورية على أساس عرقي.
وأشار الى ان «انسحاب روسيا الجزئي قد يلطف الأجواء هناك، وينبغي أن تظل سورية واحدة دون إضعافها وينبغي أن يقرر الشعب السوري مستقبلها بالاتفاق وبموجب دستور، وان أي مبادرة منفردة ستضر بوحدة سورية».