لأول مرة في تاريخ الحرب السورية التي دخلت عامها السادس، اتفق النظام السوري والمعارضة على رفض إعلان أكراد سورية النظام الفيدرالي في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد.
فقد تبنى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، الاعلان عن اقرار النظام الفيدرالي فيما اسماه «روج آفا» وتعني غرب كردستان، ليشمل المناطق الواقعة تحت سيطرة الاكراد وهي محافظة الحسكة وعين العرب «كوباني» وعفرين.
وقد رفض النظام السوري مطلقا الخطوة وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية: ان الحكومة «تحذر أي طرف تسول له نفسه النيل من وحدة أرض وشعب الجمهورية العربية السورية تحت أي عنوان كان بما في ذلك المجتمعون في مدينة الرميلان» في محافظة الحسكة.
من جهته، أكد الائتلاف السوري المعارض في بيان أنه «لا مكان لأي مشاريع استباقية تصادر إرادة الشعب السوري».
من جانبه قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إن مهمة بلاده في سورية حققت نجاحا كبيرا، لكنه شدد على أن روسيا ستواصل دعم الحكومة السورية وأن بإمكانها أن تعزز وجودها العسكري في المنطقة مرة أخرى خلال ساعات إذا اقتضى الأمر.
وفي كلمة له خلال حفل أقامه في الكرملين لتكريم عسكريين خدموا في سورية، سعى بوتين للتقليل من شأن أي حديث عن وجود خلاف مع دمشق وقال إن انسحاب روسيا الجزئي من سورية جرى بالاتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، وكان الكرملين قد اعلن سابقا أن الرئيس اتخذ القرار بمفرده وأبلغه إلى الأسد.
ورغم تأكيده على تفضيل روسيا لحل ديبلوماسي للصراع عبر المفاوضات، قال بوتين إن روسيا تستطيع بسهولة تعزيز قواتها مرة أخرى.
وقال بوتين: «إذا اقتضى الأمر ففي خلال ساعات فعليا تستطيع روسيا زيادة قوتها في المنطقة إلى حجم يتناسب مع الموقف المتطور هناك واستخدام ترسانة القدرات الكاملة المتاحة تحت تصرفنا».
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية في سورية، مشددا على أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبله بنفسه.
وأوضح ان تخفيض عديد القوات الروسية في سورية جاء بعد اتفاق وقف الاعمال القتالية، حيث تقلصت الطلعات الى الثلث ما يعني أن وجود هذا العدد من القوات الجوية الروسية في سورية أصبح فائضا وقال: «اتفقنا مع الرئيس بشار الأسد الذي عرف خططنا مسبقا ودعمها».
وأضاف بوتين: «اننا سنواصل مكافحة المجموعات الإرهابية وسيتم شطب المجموعات التي تواصل أعمالها الارهابية من القائمة التي اتفقنا عليها مع الولايات المتحدة الأميركية»، موضحا انه تم الاتفاق مع المجموعات التابعة للمعارضة التي أكدت التزامها بوقف الأعمال القتالية.
وأعاد بوتين إلى الأذهان أن روسيا بدأت عملياتها العسكرية في سورية في سبتمبر 2015 «وفقا للمعايير الدولية بالكامل وبطلب شرعي من الدولة السورية ورئيسها»، وذلك بهدف دعم جيش النظام بعد الضربات الموجعة التي تلقاها خلال العام الماضي.
ولفت بوتين إلى أن القوات الروسية ساعدت الجيش العربي السوري في تحقيق انتصارات مهمة، حيث تمكن من الإمساك بالمبادرة الاستراتيجية وهو يواصل مطاردة الإرهابيين، مشيرا إلى أن العملية الروسية في سورية الى جانب ذلك هيأت الظرف لبدء العملية السياسية وإنشاء اتصالات إيجابية مع الولايات المتحدة ودول أخرى ومجموعات من «المعارضة الإيجابية» تريد فعليا ايجاد حل سياسي ووقف الحرب.
وقبل خطاب بوتين أعلن قائد القوات الجوية الروسية الجنرال فيكتور بونداريف، ان بلاده ستستكمل سحب الجزء الاكبر من قواتها من سورية «خلال يومين او ثلاثة ايام».
وقال بونداريف لصحيفة كوسمولسكايا برافدا اليومية الشعبية: «أعتقد ان كل شيء سينتهي بسرعة كبيرة وسنكون قد نفذنا المهمة التي حددها الرئيس».
وأضاف ان الأمر يتعلق خصوصا بسحب طائرات ومروحيات، رافضا تحديد عدد الطائرات التي ستعود الى روسيا او التي ستبقى في سورية.