لوح العشرات بأيديهم وعلت الابتسامات وجوههم وهم يهللون من الفرحة بوصولهم إلى أوروبا فجر أمس في زورق مطاطي أزرق ينوء بحمله من الركاب.
وكان ركاب الزورق الخمسون تقريبا من اللاجئين والمهاجرين من بين أوائل من وصلوا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية في اليوم الأول بعد دخول اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا حيز التنفيذ أمس.
وهو يهدف إلى سد طريق عبر منه مليون لاجئ ومهاجر بحر إيجه إلى اليونان عام 2015.
ورغم الإحساس بالإرهاق بدا على الوافدين الارتياح وراحوا يلفون أقدامهم المبللة بما قدمه لهم المتطوعون من بطاطين حرارية وملابس جافة وغيرها من المساعدات.
ورصدت رويترز ثلاثة زوارق تصل في غضون ساعة تحت جنح الظلام في الساعات الأولى من يوم أمس.
وتم انتشال رجلين فاقدي الوعي من أحد الزوارق وسط صرخات رفاقهما من الركاب وأعلنت وفاتهما فيما بعد.
وقالت مصادر ان الضحيتين هما لاجئان سوريان أصيبا بأزمة قلبية لدى وصولهما الى الجزيرة.
وقالت الشرطة البحرية ان دورية من خفر السواحل اليونانية انتشلت جثتي رضيعتين بالقرب من شواطئ جزيرة رو الصغيرة بالقرب من جزيرة رودوس في جنوب شرق بحر ايجه، وأضافت انهما سقطتا في البحر من زورق كان ينقل أربعين مهاجرا. ولم تذكر اي تفاصيل عن هويات الواصلين.
بدورها رصدت «فرانس برس» وصول 15 زورقا يحمل كل واحد عشرات اللاجئين الى ليسبوس، المحطة الاولى في اوروبا سعيا الى الهجرة، حسب ما اعلن مصدر في الشرطة المحلية.
وبين السبت وصباح أمس، أحصت اليونان ما مجموعه 875 شخصا وصلوا الى جزر بحر ايجه.
وبمقتضى اتفاق الاتحاد الأوروبي مع تركيا سيتم إعادة جميع المهاجرين واللاجئين بمن فيهم السوريون الذين عبروا البحر إلى اليونان بشكل غير قانوني اعتبارا من أمس إلى تركيا بعد تسجيلهم والنظر في طلبات اللجوء التي يقدمونها.
وفي المقابل سيستقبل الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين مباشرة من تركيا التي ستحصل على مبالغ مالية وكذلك سيحصل مواطنوها على حق السفر إلى أوروبا بدون تأشيرة دخول بالإضافة إلى التعجيل بمفاوضات عضويتها في الاتحاد الأوروبي.
ومن بين الوافدين الجدد الذين هبطوا على الشاطئ في جنوب ليسبوس حيث تنتشر الأعشاب البحرية الشاب السوري حسين محمد علي الذي كانت الحرب سببا في انقطاع دراسته.
وقال إنه يريد الذهاب للدنمارك لمواصلة دراسته الجامعية.
وسئل عما إذا كان على علم بالقرار الأوروبي فقال «أعلم ذلك. أرجو أن أعبر هذه الحدود.
وأتمنى أن أكمل دراستي هنا لا أريد مالا. فقط أريد استكمال دراستي. هذه هي رسالتي».
وقال محمد إنه تولى أداء أعمال مختلفة في تركيا لدفع مصاريف سفره إلى أوروبا لأحد المهربين وإنه لا يريد العودة.
من جهة أخرى أكد مهندس كمبيوتر يدعى محمد عمره 30 عاما وهو من درعا في سورية انه يأمل في البقاء في اليونان إلى أن يجد سبيلا للالتحاق بزوجته وابنه في ألمانيا.
وأضاف «أعرف القرار. أرجو أن (التقي) بزوجتي وأولادي».
ومن المقرر أن يبدأ إعادة الوافدين إلى تركيا في الرابع من ابريل وهو أيضا الموعد الذي يبدأ فيه إعادة توطين لاجئين سوريين في أوروبا.
ولاتزال الشكوك تحيط بمدى قانونية الاتفاق وإمكانية تنفيذه.
ولم يتضح ما سيحدث لعشرات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الموجودين من قبل في اليونان والعالقين على الحدود المقدونية المغلقة منذ اسابيع.
وبدأت السلطات في ليسبوس نقل لاجئين ومهاجرين من الجزيرة أمس الأول من أجل إفساح المجال للوافدين الجدد.
ويمكن لسلطات الجزيرة استضافة 3500 شخص في موقع أعد لغرض تسجيل الوافدين.
ولا يخطط أحد تقريبا للبقاء في اليونان ويسعون بدلا من ذلك لشق طريقهم إلى شمال أوروبا حيث تتيح السلطات دعما أكبر ووظائف أكثر مما يوجد في اليونان التي تمر بأزمة اقتصادية.