أعدت الحكومة التركية خططا لإقامة أربع مناطق آمنة في مواقع محددة قريبة من الحدود التركية السورية:
١ ـ محافظة إدلب كلها.
٢ ـ المناطق الشرقية الشمالية من محافظة حلب.
٣ ـ المناطق المحاذية لمدينة الرقة.
٤ ـ المناطق القريبة من محافظة الحسكة.
وأشارت دراسة أعدها «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أورسام»، وهو أكثر المراكز تخصصا في تركيا وأكثرها قربا من دوائر الجيش والأمن، الى أن الاقتراب من محافظة اللاذقية قد يشعل حربا مباشرة بين الدولتين، وحذرت من التفكير في إقامة منطقة آمنة فيها رغم كثافة السكان التركمان في شمالها، ونصحت بالابتعاد عن المناطق العلوية أو المسيحية الأرمنية، أو الكردية.
وأوضحت أن التحذير بمثابة رد على اقتراح تداولته الدوائر التركية بإقامة منطقة آمنة على طول الحدود التركية البالغ ٩١٠ كلم.
ورأت أن الفكرة غير قابلة للتطبيق ولها نتائج خطيرة لأن المناطق الكردية الجبلية قد تشكل بيئة صالحة لحرب استنزاف للقوات التركية، وخاصة منطقة أعزاز كلس جرابلس التي تسمى «مثلث الموت». وطالب الباحث الذي أعد الدراسة أويتون أورهان القيادة التركية بتحديد مواقعها المناسبة في ضوئها، وقال إنها:
١ ـ يمكن أن تكون لتوفير ملاذات آمنة للسكان المدنيين كبديل عن نزوحهم الى الأراضي التركية.
٢ ـ يمكن أن تشكل مناطق عسكرية لحماية الثوار والمقاتلين ودعمهم في صراعهم مع النظام.
٣ ـ يمكن أن تكون مناطق فصل بين القوى الأهلية المتصارعة في سورية، أي بين المواطنين العرب السنة والعلويين، أو بين السنة والشيعة، أو بين العرب والأكراد في حال اشتداد الصراع بين المكونات السورية.
وتنبه الدراسة الى أن المسلحين الأكراد التابعين لقوات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديموقراطي (PYD) وحلفائهم الأتراك (PKK) يشكلون خطرا على أمن تركيا وينبغي عدم السماح لهم بالسيطرة على المناطق المحاذية من حزب للحدود بين الدولتين.
كما تنصح الدراسة بالتعاون مع قوات كردية سورية تابعة لحزب البارتي القومي موالية لمسعود البارزاني لضرب أو لإضعاف قوات حزب الاتحاد الديموقراطي في القامشلي والحسكة.
حتى الآن، لم تتضح مواقع المناطق الآمنة كلها وحدودها، وكيف ستتم حمايتها وإدارتها، ومازالت مصادر المعارضة السورية حذرة ومتخوفة من احتمال أن لا تكون الخطة إنسانية ولا معنية باللاجئين ولا بوقف المعاناة وتحقيق هدنة راسخة، وتخشى أن تكون الخطة وسيلة ومدخلا لفرض نوع من التقسيم الواقعي والتدريجي للأراضي السورية بإدارة وحماية قوات أميركية، روسية وعربية.