رغم النداءات الأممية لتجنيب المدنيين المحاصرين في الرقة برا بين داعش وميليشيات قوات سورية الديموقراطية «قسد»، ارتكبت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن عدة «مجازر» أوقعت العشرات من القتلى المدنيين بينهم 19 طفلا، خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب ناشطين.
وقالت حملة «الرقة تذبح بصمت» في صفحتها على الفيسبوك ان عدد القتلى بلغ 118 خلال 48 ساعة.
ونقلت فرانس برس عن أحد أعضائها، انه بين قتلى غارات التحالف منذ يوم الاحد عائلات بأكملها وآخرون نازحون الى الرقة من مناطق سورية اخرى.
وأضاف: «للأسف لا توجد اي طريقة ليحمي الناس انفسهم، كل ما يمكنهم فعله هو إيجاد ملجأ او الابتعاد قدر الإمكان عن الشوارع».
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان انه وثق مقتل نحو 170 مدنيا بينهم 60 طفلا خلال أسبوع، ومنهم 42 قتيلا سقطوا يوم الاثنين وحده ينتمون لـ 5 عوائل، بينهم 19 طفلا دون سن الثامنة عشرة و12 سيدة»، جراء ضربات للتحالف على حارتي السخاني والبدو ومنطقة الحديقة البيضا.
من جهته، أكد التحالف الدولي تصعيد قصفه للمدينة، إذا قال المتحدث باسمه الكولونيل راين ديلون لوكالة فرانس برس أمس ان «أكثر من 250» غارة ضربت مدينة الرقة ومحيطها خلال الأسبوع الماضي وحده. لكنه نفى سقوط هذا العدد من القتلى.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: ان ارتفاع حصيلة القتلى المستمر يعود الى ان «الغارات تضرب أحياء مكتظة بالسكان خصوصا في وسط المدينة»، مشيرا الى ان «غارات التحالف تستهدف اي مكان او مبنى ترصد في تحركات لتنظيم داعش».
وشدد ديلون، خلال مرافقته وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في زيارة الى العراق، على أن قواته «تأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد»، مشيرا إلى انه سيتم التحقيق في أمرها.
لكن منظمات حقوقية تقدر ان العدد أكبر بكثير.
وتعد أحياء وسط مدينة الرقة الأكثر كثافة سكانية ما يعقد العمليات العسكرية.
وتتركز المعارك حاليا في المدينة القديمة فضلا عن حيي الدرعية والبريد غربا وأطراف وسط المدينة من الجهة الجنوبية.
وقال ديلون: «زدنا غاراتنا مؤخرا خصوصا مع انتهاء معركة الموصل، التي أعلنت بغداد استعادتها من داعش».
وقال المتحدث باسم «قسد» طلال سلو لفرانس برس: ان «أحد أهم أسباب بطء معركة الرقة هو الحفاظ على حياة المدنيين وتجنب وقوع خسائر كبيرة في صفوفهم».
وفتحت قوات سورية الديموقراطية، على حد قوله، «ممرات آمنة لعبور المدنيين» باتجاه مناطق سيطرتها.
فيما لايزال نحو 25 ألفا آخرين عالقين في المدينة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.