- «قسد» تتقدم في ريف دير الزور الشرقي وتصبح وجهاً لوجه مع النظام
أكدت إسرائيل أمس أنها ستبقي على ضرباتها العسكرية عبر الحدود مع سورية لمنع أي انتهاكات من جانب الميليشيات المتحالفة مع إيران، حتى مع محاولة الولايات المتحدة وروسيا تثبيت وقف لإطلاق النار في المنطقة الجنوبية.
يأتي ذلك بعدما كشف مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية أن روسيا وافقت على «العمل مع النظام السوري على إبعاد قوات مدعومة من إيران إلى مسافة محددة» من هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
ولم يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات بثها التلفزيون في بداية الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء عن الترتيبات الأميركية ـ الروسية الجديدة في سورية، لكن وزير التعاون الإقليمي تساحي هنجبي أبدى تشككه تجاه الاتفاق الذي اعلن عنه الرئيسان فلاديمير بوتين ودنالد ترامب حول سورية امس الاول، وقال للصحافيين إنه: «لا يحقق مطلب إسرائيل الذي لا لبس فيه بألا تحدث تطورات تأتي بقوات حزب الله أو إيران إلى منطقة الحدود الإسرائيلية ـ السورية في الشمال»، بحسب ما نقلت عنه «رويترز».
وقال هنجبي: «هناك تفهم بأن إسرائيل حددت خطوطا حمراء وأنها ستتمسك بها بشدة».
وكانت هذه إشارة إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية في سورية التي نفذتها ضد حزب الله أو مستودعات أسلحة إيرانية أو ردا على هجمات من الجزء الذي تسيطر عليه سورية من الجولان.
وقال مسؤول الخارجية الأميركية الذي تحدث مع الصحافيين بشرط عدم الكشف عن هويته أمس الأول إن هدف إبعاد الميليشيات الأجنبية المدعومة إيرانيا يمكن أن يتحقق بتعهد روسيا.
وقال: «إذا نجح ذلك فستكون بادرة مبشرة تشير إلى أن هدف سياستنا - الهدف الذي اعتقد أن كثيرين منا يؤيدونه - هو التخلص من هؤلاء وإخراجهم من سورية في نهاية المطاف وإلى أن هناك مسارا في هذا الاتجاه».
إلى ذلك، وفي محاولة لاستعادة ما خسرته كثفت قوات النظام السوري والمسلحون المساندون لها، قصفها على مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها بعد ساعات من الكمين الذي نصبه تنظيم داعش لقوات النظام انتهى باستعادتها كاملة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان صحافي أمس، إن ذلك يأتي بالتزامن مع غارات مكثفة من الطائرات الحربية على المدينة وريفها ما أوقع خسائر بشرية كبيرة من المدنيين.
وأشار المرصد إلى مقتل 32 مدنيا بينهم 9 أطفال ومواطنات ومن ضمنهم عائلتان على الأقل جراء القصف.
ولفت المرصد إلى استمرار القتال العنيف، بين المسلحين الموالين للنظام من جنسيات عراقية ولبنانية وآسيوية من جانب، وعناصر تنظيم داعش من جنسيات سورية وغير سورية من جانب آخر، على محاور في محيط مدينة البوكمال من الجهتين الشرقية والجنوبية.
وعلى صعيد مواز، سيطرت قوات مجلس دير الزور العسكري التابعة لميليشيات قوات سوريا الديموقراطية «قسد» على مدينة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي بعد معارك مع تنظيم (داعش).
وقال مصدر في مجلس دير الزور لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) «سيطرت قوات مجلس دير الزور العسكري بشكل كامل على مدينة البصيرة، وهي من أكبر مدن ريف دير الزور شرق نهر الفرات، وتقوم قواتنا بتمشيط المدينة ونزع الالغام والعبوات الناسفة».
وأضاف «سيطرت قواتنا ايضا على بلدة بريهة وهي المقابلة لبلدة موحسن على الضفة المقابلة لنهر الفرات، وأصبحنا وجها لوجه مع قوات النظام ويفصل بيننا نهر الفرات».
وأكد أن«قواتنا بعد السيطرة على مدينة البصيرة ستتقدم بتجاه بلدة هجين التي تعتبر سابقا أهم معاقل جبهة النصرة، ومن ثم التقدم باتجاه بلدات عشيرة الشعيطات وهي غرانيج وابو حمام ودرنج، وهي أهم معاقل تنظيم داعش ومنها إلى مدينة البوكمال».