أكد «معهد الحرب» الأميركي أن الاتفاق الذي تم بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس الأول، يعد بمنزلة موافقة أميركية على تسليم سورية لروسيا، محذرا من أن التحالف الروسي ـ الإيراني يعتزم قريبا تركيز هذه الحملة على منطقة إدلب في الشمال.
ويشير المعهد إلى البيان المشترك الذي صدر عن الرئيسين على هامش قمة آسيا ـ المحيط الهادي «ابيك» في فيتنام.
وقال المعهد في تقرير بعد صدور البيان المشترك، من الواضح أن الولايات المتحدة قررت التنازل عن دورها في سورية إلى روسيا ما يعني أن أهدافها الاستراتيجية هناك لن تتحقق.
ورأى التقرير أن تلك الأهداف تشمل «تحييد نفوذ إيران في سورية ووقف توسعها إضافة إلى تحقيق هزيمة شاملة ضد داعش والجماعات المتشددة والسلفية الأخرى».
واعتبر التقرير ان البيان المشترك احتوى على مغالطات كثيرة وهي أن الحملة العسكرية الروسية في سورية لا تقتصر على تنظيم داعش فحسب بل على أهداف مدنية عشوائية داخل مناطق تسيطر عليها المعارضة في شرق وغرب سورية، محذرا من أن التحالف الروسي-الإيراني يعتزم قريبا تركيز هذه الحملة على منطقة إدلب في الشمال.
وأشار التقرير إلى أن المغالطة الثانية هي أن روسيا تعهدت بإبقاء إيران والقوى الأخرى في سورية خارج مناطق خفض العنف، لكنه لفت إلى أن موسكو لها مصالح استراتيجية مشتركة مع إيران بما فيها الرغبة في طرد القوات الأميركية من المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته أن تلك المناطق أسهمت فقط في «الحفاظ على حرية الحركة للقوات الإيرانية وحليفها حزب الله» في مناطق الجولان والحدود السورية ـ الأردنية.
وبالنسبة لعملية السلام في سورية، أوضح التقرير أن روسيا تسعى فعليا إلى تقويض المفاوضات السورية في «جنيف» من خلال عقد محادثات منافسة في أستانا، وخطة عقد مؤتمر الشعوب السورية في سوتشي، إضافة إلى خطوات أخرى تقوم بها على الأرض.
وتوقع التقرير أنه «من غير المرجح أن توافق روسيا ونظام بشار الأسد على تقديم أي تنازلات فيما يتعلق بإجراء انتخابات نزيهة وإصلاحات من شأنها أن تحد من سلطة النظام»
وانتهى التقرير الى انه «من المؤكد الآن أن أي تسوية لا تحقق المطالب المشروعة للشعب السوري والتي شكلت شرارة الثورة الحالية فإن المشكلة التي أوجدت داعش والقاعدة في سورية ستظل قائمة»