- القافلة الثالثة عشرة من مهجري غوطة دمشق الشرقية تصل إدلب وحلب
على الرغم من الغموض الذي ما زال يلف ما وصف بأنه اتفاق بين جيش الإسلام والنظام السوري عبر الوسيط الروسي، إلا أن امس سجل خروج حافلات تقل مقاتلين واسرهم ومدنيين، وفي وقت أفيد بأنه المقاتلين الذي خرجوا في الحافلتين هم عناصر من جيش الأمة الذين كانوا معتقلين في سجون جيش الإسلام، أعلن التلفزيون السوري أن الحافلات تقل أول مجموعة من مقاتلي جيش الإسلام وأسرهم، خرجت إلى شمال سورية.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في وقت سابق أن الاتفاق (بين جيش الإسلام والنظام) حول خروج نحو 1300 شخص من دوما استكمل تنفيذه بشكل كامل، حيث رصد خروج نحو 25 حافلة تحمل على متنها مئات المدنيين والمقاتلين السابقين في فصيل الاتحاد الإسلامي التابع لفيلق الرحمن وعائلاتهم متوجهين إلى مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي، تنفيذا لاتفاق أبرمه جيش الإسلام مع روسيا وهو اتفاق تضاربت الأنباء حول بنوده وما إذا كان جيش الإسلام سيسلم دوما أم سيبقى فيها.
وفيما تحدث المرصد عن خلافات داخل «جيش الإسلام» المعارض بين موافقين على الاتفاق وقياديين معارضين له، نشر جيش الإسلام على قناته على موقع يوتيوب شريط فيديو لقائده العام عصام البويضاني وهو يتحدث داخل مسجد في دوما، من دون تحديد تاريخ التصوير.
ويخاطب البويضاني الحاضرين بالقول: «في أي لحظة قد تفتح المعركة وتفرض علينا معركة نحن باقون في هذه البلاد ولن نخرج منها. من يريد أن يخرج فليخرج لكن لا يشوش علينا».
وحذر من «الشائعات» عن خروج مقاتلي جيش الإسلام من دوما.
وتركزت المفاوضات في الأيام الأخيرة على وجهة مقاتلي جيش الإسلام لتنتهي بالاتفاق على خروجه إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «هناك محاولات لإقناع الجناح المتشدد في جيش الإسلام بعدم اعاقة تنفيذ الاتفاق»، وتعرض جيش الإسلام لضغوط داخلية من سكان دوما الذين طالبوا باتفاق يحمي المدينة من أي عمل عسكري.
وأفاد التلفزيون السوري عن خروج 6 حافلات على الأقل حتى عصر امس عبر معبر الوافدين شمال دوما، الى نقطة تتجمع فيها الحافلات بانتظار اكتمال القافلة قبل انطلاقها إلى مدينة جرابلس.
ويأتي بدء خروج الحافلات غداة إعلان الجنرال في الجيش الروسي يوري ايفتوشينكو وفق تصريحات نقلتها وكالة انترفاكس ليل امس الاول، التوصل الى «اتفاق مبدئي» لعملية «الاجلاء» من دون تحديد موعد بدئها، وذلك بعد نشر وسائل الاعلام السورية معلومات عن تفاصيل الاتفاق.
وما بين النفي والتأكيد نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تفاصيل ما قال إنه بنود الاتفاق، والتي تشمل وفقا للمرصد السوري، نشر شرطة عسكرية روسية في دوما بالتزامن مع خروج دفعة من المقاتلين والمدنيين الذين لا يقبلون ببنود الاتفاق على أن يبقى جيش الإسلام في دوما بعد تسليمه لأسلحته الثقيلة والمتوسطة.
ووفقا للتسريبات فالاتفاق ينص أيضا على دخول مؤسسات حكومية إلى دوما على أن يتسلم جيش الإسلام أمن المدينة إلى جانب الشرطة العسكرية الروسية، كما ينص الاتفاق على عدم دخول قوات النظام إلى المدينة.
الى ذلك، وصلت إلى محافظتي إدلب وحلب شمالي سورية، امس القافلة الثالثة عشرة من مهجري غوطة دمشق الشرقية المحاصرة من قبل النظام السوري وداعميه.
عملية الإجلاء التي جاءت نتيجة مفاوضات بدأت بضمانة روسية، مستمرة في بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية.
وتكونت القافلة الثالثة عشرة من 28 حافلة، ووصلت امس إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في ريف محافظتي إدلب وحلب.
ونتيجة لامتلاء مراكز الإيواء المؤقتة في حلب وإدلب بالنازحين، تم تسكين القادمين الجدد في المدارس والمساجد.
وحملت القافلة مصابين ومرضى في حالة حرجة، ومع القافلة الأخيرة تجاوز عدد المهجرين قسرا في عمليات الإجلاء 46 ألف شخص.