- الأمم المتحدة: هناك نحو 150 إلى 200 نازح فقط قرب الحدود
عاد عشرات آلاف النازحين السوريين إلى منازلهم في محافظة درعا بعد أيام طويلة أمضوها في أوضاع مزرية قرب الحدود الأردنية، مستفيدين من اتفاق وقف القتال الذي أبرمته روسيا مع الفصائل المعارضة في جنوب البلاد.
وأعلنت الأمم المتحدة امس ان معظم السوريين النازحين قرب حدود الأردن عادوا إلى مناطقهم. وكان الأردن أعلن أنه سيبقي على حدوده مغلقة أمام النازحين رغم مناشدات المنظمات الدولية، قائلا إنه لم يعد لديه القدرة على استيعاب المزيد من اللاجئين لديه.
وتعرض الاتفاق امس لانتهاكات إثر تبادل للقصف بين الطرفين، ومقتل 4 مدنيين في غارات للطيران السوري، وينص هذا الاتفاق على وقف لإطلاق النار وإجلاء المقاتلين المعارضين والمدنيين غير الراغبين في التسوية مع قوات النظام إلى شمال البلاد.
ودفعت العملية العسكرية أكثر من 320 ألف مدني للنزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة، وتوجه عدد كبير منهم إلى الحدود مع الأردن أو الى مخيمات مؤقتة في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان المحتلة.
وبمجرد التوصل الى اتفاق الجمعة، بدأ النازحون بالعودة تدريجيا إلى بلداتهم وقراهم في ريفي درعا الشرقي والغربي.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس إن «أكثر من 60 ألف نازح عادوا إلى منازلهم» منذ يوم الجمعة، مشيرا إلى أن غالبيتهم غادروا المنطقة الحدودية مع الأردن.
وخلال مؤتمر صحافي في عمان، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الأردن أندرس بيدرسن ان هناك «نحو 150 الى 200 نازح فقط قرب الحدود الآن، في المنطقة الحرة السورية ـ الأردنية قرب معبر جابر (نصيب على الجانب السوري) ومعظمهم من الرجال»، بعدما كان لجأ إلى المنطقة الحدودية عشرات الآلاف من الفارين من العنف في محافظة درعا.
وناشد بيدرسن «أطراف النزاع في سورية على الأرض تمكين الأمم المتحدة من إدخال المساعدات»، مؤكدا جاهزية قوافلها عند الحدود الأردنية.
وتستهدف قوات النظام، وفق عبدالرحمن، منذ صباح امس الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا فضلا عن بلدة أم المياذن في ريف المحافظة الجنوبي الشرقي.
وتسببت الغارات على أم المياذن في مقتل 3 مدنيين، كما قتل مدني رابع في القصف على مدينة درعا، بحسب المرصد.
وقبل ذلك، استهدفت الفصائل المعارضة رتلا لقوات النظام على الطريق الدولي قرب أم المياذن ما تسبب في مقتل وإصابة عدد من عناصر القوات الحكومية، وفق المرصد الذي لم يتمكن من تحديد حصيلة القتلى.
وارتفعت حصيلة قتلى العملية العسكرية في محافظة درعا إلى 162 مدنيا غالبيتهم في قصف لقوات النظام والطيران الروسي، بحسب المرصد.
ويأتي تجدد أعمال العنف بعد هدوء استمر منذ الجمعة مع ابرام روسيا للاتفاق مع الفصائل المعارضة.
وقال متحدث باسم الفصائل المعارضة لوكالة فرانس برس «حصل قصف متبادل بين الطرفين، فتأجلت أول دفعة» لإجلاء المقاتلين المعارضين إلى الشمال السوري بموجب الاتفاق.
وكان من المفترض أن تبدأ عملية إجلاء غير الراغبين بالتسوية صباح امس بعد تجهيز 100 حافلة لنقل الدفعة الأولى، وفق المتحدث الذي أشار إلى أنها تأجلت إلى وقت لاحق «تقريبا يومين».
ومن المقرر أن يتم تنفيذ الاتفاق في درعا على 3 مراحل بدءا بريف المحافظة الشرقي إلى مدينة درعا وصولا إلى ريفها الغربي.
وتتضمن المرحلة الأولى دخول الجيش السوري إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وهو ما جرى تنفيذه يوم الجمعة.