كشف وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري أمس أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أرسل إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مقترحا سريا بالسلام مع إسرائيل في 2010، حسبما ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن مذكرات جديدة لكيري نشرت أمس أن المقترح تم عرضه أيضا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية ان الرسالة تمت صياغتها من قبل الأسد قبل سنة من اندلاع الانتفاضة ضده.
وفي مذكراته التي جاءت بعنوان «كل يوم هو زيادة»، كتب فيها بشكل مطول عن سورية، ووصف كيري الأخيرة بأنها «جرح مفتوح»، أهملته إدارة أوباما، وقضية «يفكر فيها كل يوم»، وفق الصحيفة ذاتها.
وقال كيري في مذكراته انه في 2009، حينما كان رئيس لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية، قام بزيارة لدمشق، كجزء من جولة شرق أوسطية، وعقد أول اجتماع طويل له مع الأسد، الذي كان له في السلطة آنذاك نحو عقد من الزمن.
وقال كيري انه في اجتماعهم الثاني، تحدث مع الأسد بشأن دعمه لحزب الله اللبناني، مضيفا أن الأسد رد عليه بالقول «كل شيء يمكن التفاوض عليه».
وحسب الوزير السابق «سألني الأسد: ما الذي قد يتطلبه الدخول في مفاوضات سلام جدية، أملا في ضمان عودة مرتفعات الجولان؟ التي احتلتها إسرائيل عام 1967».
ويضيف «أخبرته أنه إذا كان جادا، فعليه تقديم اقتراح خاص، سأل: كيف سيبدو؟ شاركته أفكاري، وبعدها أصدر تعليمات إلى كبير مساعديه بتوجيه رسالة منه إلى الرئيس أوباما».
وقال كيري ان الأسد في الرسالة طلب من أوباما دعم محادثات سلام متجددة مع إسرائيل، وأعرب فيها عن استعداد سورية «لاتخاذ جملة من الخطوات مقابل استعادة الجولان من إسرائيل».
كيري، اشار إلى أنه عقب اجتماعه مع الأسد، توجه فورا إلى إسرائيل وشارك رئيس الوزراء نتنياهو معلومات اجتماعه.
وأضاف «كان متفاجئا أن الأسد على استعداد للذهاب إلى هذا الحد، أكثر بكثير مما كان عليه (سابقا)».
وأضاف «حاولت إدارة أوباما اختبار مدى جدية الأسد عبر مطالبته باتخاذ إجراءات لبناء الثقة تجاه كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، بما في ذلك وقف بعض شحنات الأسلحة إلى حزب الله، لكن الأسد خيب آمال الإدارة لفشله في الوفاء بوعوده».
وفي جانب من مذكراته، وصف كيري الأسد بعبارات سلبية للغاية، عاكسا سلوكه طوال الحرب الوحشية في سورية، وقال عنه «يمكن للرجل الذي يكذب في وجهك على بعد أربع أقدام، أن يكذب بسهولة على العالم بعد أن خنق شعبه حتى الموت بسلاح الغاز».
وفي ختام حديثه عن سورية في مذكراته، قال كيري انه في نهاية فترة أوباما، وبينما كان دونالد ترامب يستعد لدخول البيت الأبيض، كانت «الديبلوماسية لإنقاذ سورية قد ماتت، وجراح سورية ظلت مفتوحة».