عاد آلاف النازحين إلى منازلهم في محافظة إدلب ومحيطها خلال أقل من 48 ساعة على إعلان الاتفاق الروسي ـ التركي الذي من شأنه تجنيب المنطقة عملية عسكرية لقوات النظام، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتسبب تصعيد النظام الأخير على محافظة ادلب ومحيطها بنزوح نحو 40 ألف شخص قبل أن يعود الهدوء ليسيطر مجددا على المحافظة ويفسح المجال امام المفاوضات الروسية ـ التركية.
وانتهت المفاوضات بإعلان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اتفاقا لإنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين قوات النظام والفصائل بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «استفاد النازحون من فترة الهدوء التي رافقت المفاوضات الروسية ـ التركية ليبدأ عدد منهم بالعودة قبل أن تزداد الوتيرة مع إعلان الاتفاق».
وأشار عبدالرحمن إلى أن «نحو سبعة آلاف نازح عادوا إلى بلداتهم وقراهم منذ إعلان الاتفاق الروسي ـ التركي، وخصوصا في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وريف حماة الشمالي».
وتقع بعض القرى والبلدات التي عاد إليها سكانها، وفق عبدالرحمن، في المنطقة المنزوعة السلاح.
وتظاهر عشرات النازحين في مخيم قرب الحدود التركية للترحيب بالاتفاق الروسي ـ التركي. ورفعوا لافتات كتب عليها «نحن أصحاب حق وحقنا العودة - ريف حماة الشمالي اللطامنة» و«راجعين بإذن الله» و«شكرا لاخوتنا الأتراك - أهالي مدينة اللطامنة».
وطالب نازحون بضمانات للعودة إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي.
وعلى هامش مشاركته في التظاهرة، قال أبوعادل النازح في ريف إدلب الجنوبي «نطالب بضمان لعودة النازحين وألا يحدث خروقات وقصف للمدنيين».
وقال الشاب مرهف الجدوع «لا نريد أن نتهجر مرة ثانية وثالثة ورابعة. كفانا نزوحا وجلوسا تحت الخيم، نريد العودة إلى منزلنا ومدارس أطفالنا».
وكانت الأمم المتحدة حذرت من أن يسفر أي هجوم لقوات النظام على محافظة إدلب ومناطق سيطرة الفصائل المحاذية لها، حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين نسمة، عن «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحالي. وأشادت الأمم المتحدة بالاتفاق الروسي ـ التركي.