- جبهة التحرير: السلاح سيبقى مع الفصائل والمقاتلون لن يغادروا مواقعهم
تواصل الفصائل المعارضة سحب سلاحها الثقيل من المنطقة العازلة الواقعة شمال غرب سورية والتي تضمنها اتفاق سوتشي بين أنقرة وموسكو، في عملية ستستمر لأيام عدة، وفق ما أكدت الجبهة الوطنية للتحرير التي تسيطر على أجزاء واسعة محافظة ادلب ومحيطها. وقال المتحدث باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى، لوكالة فرانس برس: «بدأنا سحب السلاح الثقيل، أي إرجاع السلاح الثقيل الموجود في المنطقة المسماة بمنزوعة السلاح الى المقرات الخلفية للفصائل».
وأشار الى أن العملية «ستسمر لأيام عدة» على أن يبقى «السلاح الثقيل مع الفصائل في المقرات الخلفية».
وتضم الجبهة الوطنية للتحرير التي تأسست في شهر أغسطس عددا من الفصائل المعتدلة أبرزها حركة أحرار الشام وحركة نور الدين الزنكي وفيلق الشام. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، باشرت الفصائل سحب السلاح الثقيل منذ أسبوع في جنوب وشرق محافظة ادلب، وتحديدا قرب مطار أبوالضهور العسكري الذي تسيطر عليه قوات النظام، وفي ريف معرة النعمان، بالإضافة الى مناطق سيطرة الفصائل في ريفي حلب الغربي وحماة الشمالي.
بدوره، قال المتحدث باسم فيلق الشام سيف الرعد لوكالة فرانس برس: إن عملية سحب السلاح التي تشمل: «الدبابات وراجمات الصواريخ والمدافع الثقيلة» تترافق مع «تعزيز النقاط التركية لقواتها وسلاحها واستعداداتها لأخذ دورها في التصدي لأي خرق قد يحصل من مناطق نظام الأسد». وترسل تركيا الراعية لاتفاق ادلب منذ أسابيع، قوات عسكرية وآليات الى نقاط المراقبة التابعة لها في ادلب ومحيطها، والموجودة أساسا في المنطقة بموجب اتفاق خفض التصعيد.
وتوصل الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين قبل 3 أسابيع الى اتفاق جنب محافظة ادلب ومحيطها هجوما واسعا لوح النظام السوري وروسيا. وينص على اقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق يراوح بين 15 و20 كيلومترا على خطوط التماس بين قوات النظام والفصائل المعارضة حول ادلب. ويتوجب على كافة الفصائل سحب سلاحها الثقيل منها في مهلة أقصاها العاشر من الشهر الجاري.
وكانت الجبهة الوطنية أعلنت امس الأول أن عملية سحب الأسلحة الثقيلة بدأت لكن المقاتلين سيبقون في مواقعهم داخل المنطقة منزوعة السلاح. وقال قيادي في المعارضة المسلحة لـ «رويترز»: إن الجبهة الوطنية المدعومة من تركيا ستسحب الأسلحة الثقيلة مثل «قاذفات الصواريخ والمدافع الميدانية من خطوط التماس مع قوات نظام الأسد» لتكون على بعد 20 كيلومترا.
وأضاف القيادي: «تبقى الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والرشاشات الثقيلة حتى عيار 57 ملليمترا في أماكنها».
إلى ذلك، كشفت تقارير إعلامية ان منظومة صواريخ «اس-300» الروسية التي نقلتها روسيا الى قاعدة حميميم قد تم نشرها في محافظة طرطوس.
وقال موقع «زمان الوصل» نقلا عما وصفه بـ «مصدر خاص» إن روسيا استقدمت كتيبة من منظومة الدفاع الجوي طراز «اس- 300» عبر 4 طائرات شحن عملاقة من طراز «انتونوف 124» التي تسمى «روسلان» وطائرات الشحن الأكبر في العالم «انتونوف 225 ماريا» الى قاعدة حميميم.
وكشف مصدر مطلع ان المعدات التي وصلت على متن الطائرات الأربع تم نقلها تباعا إلى مرابض كتائب «اللواء 37» في محافظة طرطوس، والذي يقع مقر قيادته قرب قرية «حريصون»، وتنتشر كتائبه في أماكن متعددة من ريف محافظة طرطوس، مؤكدا ان نقل معدات المنظومة اكتملت خلال الأيام القليلة الماضية من مطار «حميميم» إلى كتائب «اللواء 37» في طرطوس، وأشرف على نشرها وتركيبها وقيادتها ضباط روس.
وأضاف الموقع «أنه وبناء على طلب الروس أرسلت قيادة القوى الجوية والدفاع الجوي التابعة للنظام، كل ضباط الدفاع الجوي الذين اتبعوا دورات في روسيا على هذه المنظومة في عام 2012، حيث تم تجميعهم وإرسالهم الى مطار «حميميم» من أجل اتباع دورة سريعة نظرية وعملية لاستعادة المعلومات التي تم اكتسابها في روسيا منذ أكثر من 5 سنوات عن هذه المنظومة من أجل تزويدهم بالقدرات والمهارات من أجل العمل على المنظومة الجديدة التي تم نشرها في محافظة طرطوس».
بيد ان المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أفاد بأن هذه المنظومة ستبقى تحت إشراف ضباط روس من نفس الاختصاص ريثما يتسنى لضباط النظام اكتساب القدرات والمهارات العملية في العمل على هذه المنظومة، ومن ثم سيقتصر وجود الضباط الروس على ضابط روسي في مقر القيادة من أجل الإشراف والمراقبة والحيازة الحصرية في إطلاق النار على الأهداف الجوية المكتشفة بعد إبلاغ المستوى الروسي الأعلى في سورية.
ونفى المصدر أن يكون قد تم نشر أي وحدة من هذه المنظومة في أي مكان آخر من سورية حتى تاريخه.