- «داعش» يستحوذ على آليات أميركية خلال هجومه المضاد على «قسد» في دير الزور
أفادت تقارير إعلامية بأن الاتفاق التركي - الروسي حول محافظة إدلب تعترضه عدة خلافات، بعد الانتهاء من تطبيق البند الأول المتمثل بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة. وقال مصدر من المعارضة مطلع على تنفيذ بنود الاتفاق، إن الخلافات تتمثل في خروج «هيئة تحرير الشام» و«حكومة الإنقاذ» من المنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب السلاح الثقيل. ونقل موقع «عنب بلدي» عن المصدر أن الخلاف أيضا يرتبط بشكل الحكومة الجديدة، خاصة في ظل وجود حكومتي «الإنقاذ» و«المؤقتة».
وإلى جانب «الجبهة الوطنية»، سحبت «تحرير الشام» سلاحها الموجود على الجبهات بشكل أساسي من ريف اللاذقية الشمالي، لكن بشكل غير معلن. وبحسب المصدر فإن التنازلات التي تقدمها «تحرير الشام» في إدلب لها مقابل، وقال إنه لا يستبعد ان تشترط «الهيئة» ان تنسحب عسكريا، وتبقى القطاعات المدنية الأخرى تحت إدارتها الكاملة. وأضاف ان النقاش حول النقاط الخلافية لايزال مستمرا، لافتا إلى اجتماعات بين المعارضة وتركيا من جهة والنظام السوري وروسيا من أجل وضع خارطة طريق للمحافظة في الأيام المقبلة.
وفي تقرير لها أمس قالت صحيفة «حرييت» التركية إن تركيا تنتظر مواجهة جديدة لمهمة «أكثر صعوبة» في إدلب، وهي إقناع مقاتلين تابعين لفصائل غير معتدلة بالانسحاب من المنطقة.
وأضافت الصحيفة انه على الرغم من التنفيذ السريع نسبيا للمهمة الأولى، إلا أن الحكومة التركية بمواجهة مهمة «شاقة».
ومن بين تلك الجماعات تنظيم «حراس الدين» و«الحزب التركستاني» الذي يتخذ من مدينة جسر الشغور معقلا رئيسيا له. وأوضح المصدر ان مدينة جسر الشغور تعتبر خارج حدود المنطقة العازلة، إذ اعتبرت الفصائل العسكرية أن المسافة الفاصلة بين المدينة ونقطة المراقبة التركية في اشتبرق تبلغ أكثر من 15 كيلومترا.
وفي سياق آخر، يشن تنظيم داعش منذ أيام، هجوما مضادا على الميليشيات الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية «قسد» انطلاقا من آخر جيب يسيطر عليه في محافظة دير الزور. ومن بين الأهداف مخيم للنازحين، وفق ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأ التنظيم الهجوم يوم الأربعاء الماضي، وتمكن من عرقلة تقدمها مستفيدا من عاصفة رملية في المنطقة.
وأكدت مصادر محلية من دير الزور ان عناصر التنظيم استغلوا العاصفة الغبارية التي تجتاح المنطقة وقاموا بشن هجمات معاكسة على محاور هجين والباغوز وسوسة بريف دير الزور الشرقي، مكبدين عناصر قسد خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.
كما شن التنظيم المتطرف الجمعة هجوما ضد مخيم للنازحين، تسيطر عليه قسد في المنطقة، واقتاد «أكثر من 100 عائلة فيه» إلى بلدة هجين، وفق المرصد الذي أوضح أن بين هؤلاء أفراد عائلات لعناصر قتلوا في صفوف التنظيم أو آخرين انشقوا عنه.
وأفاد داعش من جهته على حساباته على تطبيق تليغرام عن هجمات عدة شنها ضد مواقع «قسد» في منطقة هجين وبينها المخيم. وأظهرت مقاطع فيديو مصورة حديثا في ريف دير الزور، بثتها مواقع إعلامية مقربة من التنظيم، سيطرة عناصره على عربات ومدرعات عسكرية أميركية كانت بحوزة «قسد»، خلال المواجهات المستمرة على محاور بلدة الباغوز.
وفي السياق اتهم النظام السوري، التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بقصف بلدة هجين بقنابل الفوسفور المحرمة دوليا.
وقالت وكالة «سانا» السورية الرسمية ان التحالف قصف عدة مناطق في بلدة هجين شرقي مدينة دير الزور بنحو 110 كم، بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا، دون أن تتحدث عن وقوع ضحايا بين المدنيين.
وبناء على هذا الاتهام، طالب نائب رئيس لجنة شؤون الدفاع في الدوما الروسي، يوري شفيتكين بفتح تحقيق أممي حيال ذلك.
وقال شفيتكين: «أولا يجب التأكد من دقة هذه المعلومات، بالطبع في حال تأكيدها، عندما يتم تلقي المعلومات، يجب على الفور إرسال طلب مناسب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء تحقيق رسمي، وإحالة الأمر إلى مجلس الأمن الدولي».