هدّد النظام السوري بالهجوم على المنطقة العازلة في إدلب في حال لم تلتزم الجماعات المتطرفة باتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا، والذي انتهت المهلة التي منحها لخروجها من المنطقة أمس.
ويضع انقضاء المهلة، الطرفين الضامنين للاتفاق، روسيا وتركيا، أمام اختبار مدى جديتهما في المضي بتنفيذ الاتفاق، وبالتالي تجنيب المنطقة الخيار العسكري الذي لايزال النظام يلوح به.
ووسط حديث عن خلاف تركي - روسي حول تحديد تعريف مصطلح «السلاح الثقيل» الذي أعلنت أنقرة ان فصائل المعارضة قد اتمت سحبه من المنطقة، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن قرار البت فيما إذا تم تنفيذ الاتفاق أم لا بيد موسكو.
وأعلن المعلم في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق أمس، أن التأكد من تطبيق الاتفاق، يتطلب وقتا. وقال «علينا الآن أن نعطي (الأمر) وقتا.
نترك لأصدقائنا الروس الحكم ما إذا كان جرى تطبيق الاتفاق أو لا».
وأضاف «يجب أن ننتظر رد الفعل الروسي على ما يجري هناك، لأن روسيا تراقب وتتابع ومطلوب منها تسيير دوريات في المنطقة العازلة»، مضيفا «نقول علينا ان ننتظر، وفي الوقت ذاته قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب».
وأعاد المعلم تأكيد ما أعلنته دمشق سابقا وهو أن «إدلب كأي منطقة في سورية يجب ان تعود للسيادة السورية».
وتابع «لا يمكن أن نسكت عن الوضع الراهن إذا رفضت جبهة النصرة الانصياع للاتفاق»، مضيفا «قواتنا المسلحة جاهزة في محيط إدلب لاستئصال الإرهاب في حال عدم تنفيذ الاتفاق حول إدلب».
وأضاف «إدلب كأي منطقة سورية ستعود حتما إلى سيادة الدولة السورية.
قلنا إن تحرير إدلب بالمصالحة أفضل من إراقة الدماء لكن إذا لم يتم تنفيذ اتفاق إدلب فسيكون لدى الدولة السورية خيارات أخرى».
وأشار تحالف هيئة تحرير الشام الذي تقوده جبهة النصرة، إلى أنه سيلتزم بشروط الاتفاق لكنه لم يقل ذلك صراحة.
وقال التحالف في بيان «إننا إذ نقدر جهود كل من يسعى في الداخل والخارج إلى حماية المنطقة المحررة ويمنع اجتياحها وارتكاب المجازر فيها، إلا أننا نحذر في الوقت ذاته من مراوغة المحتل الروسي أو الثقة بنواياه ومحاولاته الحثيثة لإضعاف صف الثورة». واعلن أنه لن ينهي قتاله أو يسلم سلاحه.
من جهة أخرى، توعد المعلم بأن يكون هدف النظام المقبل بعد إدلب، المنطقة التي تقع شرقي نهر الفرات والتي تسيطر عليها الميليشيات الكردية التي تهيمن عليها قوات سوريا الديموقراطية «قسد».
وقال المعلم «على الإخوة الأكراد عدم الرهان على الوهم الأميركي».
وفي سياق متصل، أعلن المعلم والجعفري أن عملية افتتاح معبر البوكمال، المعروف من الجهة العراقية بالقائم باتت «قريبة»، في موقف تزامن مع افتتاح معبري القنيطرة مع الجولان المحتل من اسرائيل ونصيب مع الأردن.
وقال المعلم «ننظر الآن في مصلحة الشعبين السوري والعراقي لفتح معبر البوكمال.. في أقرب وقت».
وتربط ثلاثة معابر بين البلدين، أبرزها البوكمال وهو المعبر الوحيد الذي تسيطر عليه قوات النظام في الوقت الراهن.
بدوره، أكد الجعفري أن عملية افتتاح المعابر بين البلدين «ستكون وشيكة وإن أخذت بعض الوقت».