- القدوم من سورية إلى الأردن يحتاج موافقة أمنية.. وتفريغ الشاحنات سيكون في المنطقة الحرة
فتح معبر «جابر - نصيب» الحدودي الرئيسي بين الأردن وسورية رسميا صباح أمس بعد نحو ثلاث سنوات على إغلاقه.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول على الجانب الأردني من الحدود في بلدة جابر، أن المعبر فتح تمام الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي، وحتى الساعة الحادية عشرة صباحا لم تلحظ «رويترز» أي حركة مرور عبر الحدود سوى رجل أعمال سوري ومجموعة من التجار الأردنيين الذين عبروا إلى الجانب السوري.
وذكرت وكالة بترا الأردنية الرسمية للأنباء أن الأردن وسورية اتفقا على فتح الحدود أمام الجميع رغم تصريحات سابقة جاء فيها أنه لن يسمح بعودة حركة المرور الطبيعية إلا في موعد لاحق.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن البوابة الحدودية السوداء فتحت تماما من الجانب الاردني من للحدود.
ووقف أكثر من عشرة من رجال الأمن والشرطة والجمارك الأردنيين قرب البوابة، بينما اصطفت بضعة سيارات أردنية في طابور استعدادا للدخول الى الجانب السوري.
وبمجرد فتح المعبر تقدمت سيارة دفع رباعي سوداء اللون في اتجاه سورية، وكان يقودها المستثمر السوري هشام فليون الذي قال لفرانس برس «أنا سعيد جدا وشعوري لا يوصف». وأضاف «كان يجب فتح المعبر منذ وقت طويل فهو عصب وشريان مهم للدول العربية كلها ليس فقط لسورية والاردن».
وتابع، معبرا عن سروره بأن يكون «أول شخص يعبر بعد إعادة فتح المعبر».
وبحسب الاتفاق «تستأنف حركة النقل البري للركاب والبضائع بين البلدين يوميا من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي لغاية الساعة الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي».
وأشار الاتفاق الى «إمكانية مغادرة مواطني كلا البلدين الى سورية»، لكنه أوضح «بخصوص القدوم الى الأردن» أن «الشخص القادم من سورية يحتاج الى موافقة أمنية مسبقة.
وفي حال العبور، يحتاج الى إبراز إقامة أو تأشيرة سارية المفعول للبلاد التي ينوي السفر اليها».
وقال مدير مركز جابر الحدودي العقيد عماد الريالات لصحافيين لدى افتتاح المعبر «نحن جاهزون كأجهزة حكومية داخل المعبر والشركات الخاصة المساندة مثل شركات التأمين وشركات التخليص لاستقبال الأفراد والشاحنات»، مشيرا الى أن «حركة المدنيين من الأردن طبيعية، ولا توجد أي قيود على السفر».
ويضم مركز حدود جابر نحو 172 مكتب تخليص بضاعة يعمل بها قرابة الـ 600 موظف.
وكان نحو خمسة آلاف شاحنة تعبر بشكل يومي الحدود الأردنية السورية قبل الحرب.
وبلغت قيمة التبادل التجاري بين الأردن وجارته الشمالية في 2010 نحو 615 مليون دولار، قبل أن تتراجع تدريجيا بسبب الحرب التي اندلعت عام 2011.
وكان الأردن يصدر عبر الحدود مع سورية قبل الحرب بضائع أردنية الى تركيا ولبنان وأوروبا ويستورد بضائع سورية ومن تلك الدول، فضلا عن التبادل السياحي بين البلدين.
كما يأمل النظام في إعادة تفعيل هذا الممر الاستراتيجي وتنشيط الحركة التجارية مع الأردن ودول الخليج نظرا للفوائد الاقتصادية.
وقال عبدالله، وهو طالب جامعي سوري في العشرينات من العمر يدرس في الأردن، لوكالة فرانس برس إنه «متحمس جدا». وأضاف «أنا هنا منذ الساعة الثالثة فجرا ورغبت في أن أدخل بلدي أول الناس».
وقال نقيب أصحاب الشاحنات الأردنية محمد داود لفرانس برس، إن «فتح المعبر يجعلنا نستبشر خيرا، فهناك خمسة آلاف شاحنة جاهزة للعبور عبر المعبر في حال الطلب منها التحميل والدخول».
وأوضح أن «البداية ستكون مجرد عملية تبادل بضائع بين الشاحنات الأردنية والشاحنات السورية في المنطقة الحرة المشتركة خوفا من تعرض الشاحنات للأذى من فلول المجموعات الإرهابية».
وسيكون تشغيل المعبر مهما أيضا للبنان، الذي يعتمد على سورية في الاتصال البري بكل الدول الأخرى.
وقد رحب الرئيس اللبناني ميشال عون بفتح المعبر، واعتبر أن إعادة فتحه ستنعكس على الاقتصاد اللبناني والعلاقات التجارية مع دول الجوار.
ونقلت «الوكالة الوطنية للإعلام» (اللبنانية) عن عون قوله، «هذا الأمر سيعود بالفائدة أيضا على لبنان، ويعيد وصله برا بعمقه العربي، مما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس».
وأضاف «فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على إقفاله، سينعش مختلف القطاعات الإنتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية».