- الجيش الحر يهدد بالردّ على خروقات النظام لاتفاق سوتشي
سيطرت قوات النظام السوري أمس، على منطقة تلول الصفا، آخر جيب تحصن فيه تنظيم داعش والواقع عند الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء جنوبا وريف دمشق، وفق ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة فرانس برس عن المرصد تأكيده «سيطرة قوات النظام على هذه المنطقة بعد انسحاب مقاتلي داعش منها شرقا باتجاه البادية السورية، بعد أسابيع من حصارهم وتعرضهم لغارات عنيفة».
من جهتها، قالت الوكالة الرسمية (سانا) أمس، إن قوات النظام أحرزت تقدما كبيرا في تلول الصفا وفرضت سيطرتها النارية على ما تبقى من المناطق التي ينتشر فيها التنظيم بعد السيطرة على أعلى التلال.
وأضافت: «تم القضاء على أعداد كبيرة منهم، وتتابع تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش».
في غضون ذلك، قتل 43 شخصا غالبيتهم مدنيون جراء غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة أميركية أمس على مواقع داعش في محافظة دير الزور في شرق سورية.
ومنذ أسابيع، يتعرض هذا الجيب المؤلف من بلدات وقرى عدة لغارات مستمرة ينفذها التحالف الداعم للميليشيات الكردية التي تسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية «قسد».
وأفاد المرصد عن مقتل «36 مدنيا بينهم 17 طفلا و12 امرأة من عائلات التنظيم في غارات للتحالف استهدفت فجر أمس قرية أبوالحسن» الواقعة قرب بلدة هجين في دير الزور.
كما قتل 7 آخرون جراء هذه الضربات، ولم يتمكن المرصد من تحديد ما «إذا كانوا مدنيين أم مقاتلين».
وقال المرصد: «إنها حصيلة القتلى الأكبر جراء غارات للتحالف، منذ بدء قوات سوريا الديموقراطية هجومها» في المنطقة في 10 سبتمبر.
ومنذ بدء الهجوم، أحصى المرصد السوري مقتل 234 مدنيا بينهم 82 طفلا جراء ضربات التحالف، الذي غالبا ما ينفي تعمد استهداف مدنيين في ضرباته.
وشدد المتحدث الإعلامي باسم التحالف الكولونيل شون راين لفرانس برس على أن «تفادي وقوع خسائر بشرية يشكل أولويتنا القصوى عند توجيه ضربات ضد أهداف عسكرية مشروعة».
وأضاف: «يحقق فريقنا في كل الضربات لتحديد مصداقية أي ادعاء» عن سقوط ضحايا «ويأخذها على محمل الجد».
في سياق متصل، نقلت شبكة «شام» عن مصادر محلية في المنطقة الشرقية، إن «قوات الصناديد» التي يتزعمها «بندر حميدي الدهام الجربا»، أحد مكونات «قسد» تتجه لحل نفسها، والاندماج ضمن قوات الدفاع الذاتي التي تشكلها «قسد»، وذلك بناء على توجيهات أميركية بهذا الشأن.
وقوات الدفاع الذاتي هي إحدى ميليشيات حزب الاتحاد الديموقراطي «ب ي د» في مدينة اليعربية في ريف محافظة الحسكة، مشكلة من المجندين قسرا لأداء الخدمة الإلزامية.
وتشير المصادر إلى أن اجتماعا على مستوى قيادي لقوات الصناديد عقد في ريف القامشلي وتناقش المجتمعون الطلب الأميركي بحل الفصيل والانضواء ضمن قوات الدفاع الذاتي، حيث كانت هناك آراء سلبية تجاه القرار.
وسبق أن فتحت ميليشيات حزب الاتحاد الديموقراطي «ب ي د» بالتعاون مع «قوات الصناديد»، باب الانتساب إلى ميليشيا جديدة تتبع للحزب باسم «قوات حرس الحدود» بتمويل سعودي.
وكانت الولايات المتحدة الأميركية أعلنت أنها تعتزم تأسيس «قوات حرس حدود» مشكلة بشكل أساسي من «ب ي د» تنشرها على الحدود بين سورية والعراق وتركيا إضافة لمناطق شرقي وشمالي الفرات ببداية العام الحالي، وقد عارضت الدول الإقليمية هذه الخطوة ووصفتها بأنها تهدد وحدة سورية.
في سياق آخر، قال القيادي في الجبهة الوطنية للتحري المعارضة، النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، إن الأيام الماضية أظهرت أن الجيش السوري الحر قادر على تغيير المعادلة «وضرب عمق العدو والتأثير في قواعد الانطلاق لقواته».
وأشار النقيب في تغريدة له على موقع «تويتر» إلى أن التدريب المتميز والنوعي العسكري في الفترة الماضية بتكتيك المعركة المشتركة الحديثة، أعطت قدرة كبيرة للقوات على المناورة والمرونة في الحركة لتكبيد العدو خسائر فادحة.
في إشارة الى الهجمات التي شنتها فصائل المعارضة في عمق مواقع النظام، ردا على قصفها عدة مناطق منزوعة السلاح.