اكدت الولايات المتحدة استعداداتها لمساعدة الدول التي تريد إعادة المسلحين المعتقلين من مواطنيها مع عائلاتهم من سورية الى بلدانهم، لكنها تشدد في الوقت نفسه على ضرورة إتمام الأمر سريعا، وعلى أنها غير معنية بإيجاد حلول لهؤلاء المسلحين. وقال مسؤول أميركي طالبا عدم الكشف عن اسمه «ان الوقت الذي يمكن خلاله أن تقدم الولايات المتحدة المساعدة يضيق»، مضيفا «ندعو كل الدول الى العمل سريعا جدا على تحمل مسؤولية مواطنيها الذين توجهوا الى سورية للقتال الى جانب تنظيم داعش».
وقال السفير ناتان سيلز منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية «ان نقل المقاتلين الارهابيين الاجانب الى بلدانهم الاصلية وتوجيه الاتهامات اليهم هناك، هو أفضل طريقة لتجنب عودتهم الى القتال».
وتشير التقديرات الى وجود نحو 800 مسلح أجنبي حاليا في أيدي القوات الكردية في سورية يضاف اليهم نساء غير مقاتلات واطفال ينتظرون ايضا إعادتهم الى بلدانهم. ويتحدر هؤلاء المسلحون من تونس والمغرب وتركيا وروسيا، إضافة الى عدد من الدول الاوروبية مثل فرنسا والمملكة المتحدة والمانيا وبلجيكا.
وفي باريس، أكد مصدر مقرب من هذا الملف أنه من «المحتمل جدا» أن تتم الاستعانة بطائرات اميركية لنقل الفرنسيين المسلحين وغير المقاتلين الى فرنسا، ويقدر عددهم بأكثر من مئة غالبيتهم من القصر.
وكان قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط الجنرال جوزف فوتيل قال مطلع فبراير ان الولايات المتحدة تتحمل «مسؤولية تسهيل» تنفيذ هذه المهمة، مضيفا «بإمكاننا التوصل الى اتفاقات».
وسبق أن سيرت واشنطن رحلات جوية من سورية لنقل مسلحين الى بلدانهم، وهي مستعدة للبحث في عدة خيارات لوجستية لتجنب القيود القانونية والسياسية التي تكبل أيدي بعض الحكومات، مثل المرور ببلد ثالث إذا لزم الامر، قبل الوصول الى البلد الذي يتحدر منه المسلحون.
إلا أنه يبدو أن الادارة الاميركية في الوقت نفسه ليست مستعدة للانتظار الى ما لا نهاية، وقال السفير ناتان سيلز في هذا الصدد «ليست من مسؤولية قوات سورية الديموقراطية ولا من مسؤولية الولايات المتحدة ايجاد حلول لمئات المقاتلين الارهابيين الاجانب المحتجزين لدى هذه القوات»، ودعا البلدان المعنية «الى عدم انتظار قيام الآخرين بإيجاد حلول لها».