حذرت منظمة أنقذوا الأطفال «سايف ذي تشيلدرن» الحقوقية أمس، من أن آلاف الأطفال المقيمين في مخيمات للنازحين في شمال شرق سورية بعد إجلائهم من منطقة الباغوز آخر معاقل داعش شرق سورية، يعانون من «أزمات نفسية» وكثير منهم يحتاجون الى علاج طويل الأمد للتعافي.
وقالت المنظمة غير الحكومية المتخصصة بإغاثة الأطفال والتي لديها طواقم في مخيم الهول للنازحين في الحسكة، إن «الأطفال تظهر عليهم علامات أزمة نفسية.. ولا سيما أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاما».
وأوضحت في بيان تلقته وكالة فرانس برس أن عوارض هذه الأزمات النفسية تتنوع بين العصبية والعزلة والعدوانية والكوابيس والتبول اللاإرادي.
ويؤوي مخيم الهول عشرات آلاف النازحين، بمن فيهم أطفال، فروا من القتال الدائر بين قوات سوريا الديموقراطية (قسد) الواقعة تحت سيطرة الأكراد، وبين مقاتلي تنظيم داعش.
وبحسب «أنقذوا الأطفال»، فإن الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مرتبطة خصوصا بالفظائع التي عايشوها في المناطق التي كان يحكمها تنظيم داعش وكذلك أيضا بالقصف العنيف الذي شنته «قسد» وقوات التحالف الدولي الداعمة لها، إضافة إلى ما عانوه من حرمان أثناء حصارهم في الجيب الأخير للتنظيم.
وقالت المنظمة إن هؤلاء الأطفال «كانوا شهودا على أعمال وحشية» و«قد يحتاج الكثيرون منهم على الأرجح إلى دعم نفسي-اجتماعي على المدى الطويل» للتعافي.
ونقلت «أنقذوا الأطفال» في بيانها شهادة فتاة عمرها 11 عاما «شاهدت قطع رؤوس»، مؤكدة أن هذه الفتاة لم تر شقيقها منذ أربع سنوات حين قبض عليه مقاتلو التنظيم وكان عمره 17 عاما.
وفي مخيم الهول أنشأت «أنقذوا الأطفال» أماكن ترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى مركز خاص لإيواء عشرات الأطفال غير المصحوبين بذويهم.
وفي البيان أعربت سونيا خوش، مديرة العمليات في المنظمة غير الحكومية في سورية، عن أسفها لأنه «لا يزال هناك الكثير لفعله لمساعدة هؤلاء الأطفال على التعافي»، مطالبة خصوصا بـ«إعادة الأطفال الأجانب إلى بلدانهم الأصلية».
ووفقا لمنظمة أنقذوا الأطفال، فإن أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلدا يعيشون حاليا في ثلاثة مخيمات للنازحين في شمال شرق سورية.
وتشرف «قسد» على إدارة هذه المخيمات التي تؤوي عشرات آلاف النازحين والفارين من المعارك، وتعمل على تقديم الخدمات لهم ضمن إمكاناتها المتواضعة.