بينما تشتد أزمة المحروقات بوجوهها المتعددة، غاز ومازوت، وأخيرا أسوأ أزمة بنزين في تاريخها الحديث، تواصل الحكومة السورية البحث عن حلول، ومصادر جديدة للحصول على النفط، بعد توقف خط الامداد النفطي الإيراني منذ أكثر من 6 أشهر، واستمرار سيطرة المسلحين الأكراد الذين يهيمنون على قوات سوريا الديموقراطية «قسد»، على أهم حقول النفط السورية بدعم أميركي.
وكشف موقع «روسيا اليوم» عن أن مباحثات نفطية تجري بين سورية وفنزويلا.
ونقل عن موقع وزارة النفط الفنزويلية أن مباحثات جرت بين دمشق وكاراكاس تطرقت للعلاقات التجارية بين البلدين في مجال النفط.
وقالت الوزارة في تغريدة نشرتها على صفحتها في «تويتر» إن وزير النفط الفنزويلي مانويل كيفيدو أجرى مباحثات مع سفير سورية لدى فنزويلا، تم خلالها مراجعة الخطط والفرص التجارية في مجال النفط بين البلدين.
ولم تقدم الوزارة مزيدا من التفاصيل، كذلك لم تكشف عن تاريخ الاجتماع، لكنها أرفقت تغريدتها بصور من اللقاء.
ويأتي الاجتماع في وقت تمر فيه سورية بأزمة بنزين حادة، سببتها العقوبات الغربية المفروضة على دمشق، حيث بات مشهد الطوابير أمام محطات الوقود أمرا معتادا. في هذه، الأثناء، حذر عضو في مجلس الشعب، الأهالي في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، من أن الأيام القادمة ستكون أكثر سوءا مما تشهده تلك المناطق من أزمة خانقة في المحروقات.
ودعا عضو البرلمان نبيل صالح في حديث لموقع «الاقتصادي»، المواطنين إلى التأهب والتحضر لما أسماه «فن الاقتصاد المنزلي وشد البطون وبراغي العقول»، مبينا أن قانون «سيزر» سيضاعف الحصار خلال أيام قليلة.
وقال صالح إن «البلاد تواجه حصارا من كل جانب بريا وبحريا»، مضيفا أنه «رغم ذلك لا توجد خطط حكومية واضحة ولا إعلام شفاف»، مردفا «أن الأيام القادمة ستكون أسوأ من الحالية».
هذا، ويتناول ناشطون ومواقع على الانترنت صورا لشوارع العاصمة دمشق، وقد أصبحت شبه خاوية من السيارات نتيجة نقص المحروقات، ووقوف السائقين في طوابير كبيرة أمام محطات الوقود تصل ليوم كامل من أجل الحصول على الحصة التي حددتها الحكومة وتقدر بـ 20 ليترا لكل خمسة أيام.
ومن تداعيات الأزمة ايضا، إقالة خطيب الجامع الأموي مأمون رحمة، وذلك بعد خطبة الجمعة الأخيرة، والتي وصف فيها انتظار السوريين لساعات طويلة على محطات الوقود بمنزلة «رحلة ترفيهية» يتبادل فيها السوريون الطعام والحلوى، الأمر الذي أدى لسخرية واستنكار واسعين من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بينهم ناشطون وفنانون موالون.
من جهته، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن تهريب النفط مستمر في الأراضي السورية الخارجة عن سيطرة الحكومة.
وأضاف في مؤتمر الأمن بموسكو: «تهريب النفط مستمر في الأراضي الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية. والصور تظهر قوافل نفطية ممتدة لكيلومترات لتبيعه بشكل غير قانوني. وهنا السؤال: إلى أين تذهب الأموال العائدة من النفط؟».