بعد يومين على قصف الجيش التركي لمواقع تابعة للجيش السوري في ريف حماة ردا على استهداف نقاط مراقبة تركية داخل منطقة خفض التصعيد، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن سورية لا تريد مواجهة مسلحة مع تركيا.
وقال المعلم للصحافيين في بكين وهو يقف بجانب وزير الخارجية الصيني وعضو مجلس الدولة وانغ يي «نحن لا نتمنى ولا نسعى للمواجهة بين قواتنا المسلحة والجيش التركي من حيث المبدأ.
وتابع نحن نقاتل الإرهاب في إدلب وإدلب أرض سورية وجزء من أراضينا».
وأضاف «السؤال هنا ماذا يفعل الأتراك في سورية؟ تركيا تحتل أجزاء من الأراضي السورية وتتواجد في مناطق هي أحق للجيش السوري أن يتواجد فيها.
هل تتواجد لحماية جبهة النصرة وتنظيم داعش وحركة تركستان الشرقية الإرهابية؟ هذا سؤال يجب أن يطرح على الجانب التركي».
وتزامنا مع هذه التصريحات، بقيت الاوضاع الميدانية شديدة التوتر في منطقة خفض التصعيد التي جرى التوصل اليها بين انقرة التي تدعم المعارضة وروسيا التي تدعم حكومة دمشق، وأسفرت مواجهات أمس عن مقتل أكثر من 45 مقاتلا من الطرفين.
وبدأت فصائل المعارضة العاملة في ريف حماة الشمالي عملا عسكريا جديدا ضد قوات الحكومة على محورين، انطلاقا من المواقع التي سيطرت عليها مؤخرا، وهي تل ملح والجبين، بحسب ناشطين والمرصد السوري لحقوق الانسان.
وانطلق العمل العسكري الجديد باتجاه بلدتي الجلمة وكفرهود القريبة من بلدة التريمسة، بمشاركة جميع الفصائل العسكرية، ومنها «الجبهة الوطنية للتحرير» المعارضة و«هيئة تحرير الشام» وفصيل «جيش العزة»، بحسب موقع عنب بلدي الاخباري.
في المقابل، قالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن وحدات من الجيش تصدت لمحاولات هجوم مجموعات كبيرة من «فتح الشام» ـ جبهة النصرة سابقا ـ على النقاط العسكرية بريف «حماة» الشمالي.
وذكرت، أن المجموعات شنت هجوما واسعا على النقاط العسكرية المتمركزة في محور «تل ملح» بالريف الشمالي، وأم وحدات الجيش تمكنت من إحباط الهجوم، وقتل وإصابة العديد من عناصر التنظيم، وتدمير عربة مصفحة وعتاد وآليات بعضها مزود برشاشات.
وأشارت الوكالة إلى أن وحدات من الجيش السوري تصدت لهجوم مجموعات أخرى من «حراس الدين» و«أنصار التوحيد» و«كتائب العزة» على النقاط العسكرية عبر «وادي عثمان»، ودمرت عربة مفخخة قبل وصولها إلى هدفها وقتلت عددا منهم.
وقال ناشطون إن الطيران الحربي والمروحي السوري نفذ عدة ضربات على ريفي حماة الشمالي والغربي.
بدوره، تحدث مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس عن «اشتباكات عنيفة» اندلعت فجر أمس إثر هجوم شنته «هيئة تحرير الشام وفصائل مقاتلة أخرى ضد مواقع لقوات النظام في ريف حماة الشمالي».
وتسببت الاشتباكات بمقتل 31 عنصرا من الهيئة والفصائل مقابل 14 من قوات النظام، وفق المرصد.