قال متحدث باسم الفاتيكان في بيان إن مبعوثا للبابا فرنسيس أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد خلال اجتماع معه أمس، بمخاوف البابا إزاء الوضع الإنساني في شمال غرب سورية.
وسلم الكاردينال بيتر كودو أبيا توركسون الأسد رسالة عبر فيها البابا عن «قلق عميق» إزاء الوضع في سورية خاصة السكان المدنيين في محافظة إدلب.
وبحسب ما نقل موقع «فاتيكان نيوز» باللغة العربية، فإن الرسالة طالبت الأسد بـ«حماية حياة المدنيين، ووقف الكارثة الإنسانية في منطقة إدلب»، ودعت إلى إطلاق «مبادرات ملموسة من أجل عودة آمنة للنازحين، وإطلاق سراح المعتقلين وحصول العائلات على معلومات حول أحبائهم وأوضاع إنسانية من أجل المعتقلين السياسيين».
وردا على سؤال حول السبب الذي دفع البابا فرنسيس ليكتب للرئيس الأسد قال أمين سر دولة الفاتيكان بييترو بارولين: «في أساس هذه المبادرة الجديدة هناك قلق البابا فرنسيس والكرسي الرسولي بسبب حالة الطوارئ الإنسانية في سورية، ولاسيما في محافظة إدلب. يعيش في المنطقة أكثر من 3 ملايين شخص بينهم 1.3 مليون نازح داخلي، أجبروا خلال النزاع الطويل على إيجاد ملجأ في تلك المنطقة التي كان قد تم إعلانها العام الماضي منطقة مجردة من الأسلحة».
وحول ما يطلبه البابا فرنسيس من الأسد، قال بارولين: «إن البابا فرنسيس يجدد نداءه لكي تتم حماية حياة المدنيين ويتم الحفاظ على البنى التحتية الأساسية كالمدارس والمستشفيات والبنى الصحية. إن ما يحصل هو غير إنساني بالفعل ولا يمكن قبوله».
ميدانيا، اتهمت المعارضة السورية طائرات «الضامن» الروسي لاتفاق خفض التصعيد في محافظة إدلب ومحيطها، بارتكاب «مجزرة باستهدافها سوق شعبي وأبنية سكنية في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «27 مدنيا بينهم طفلان اثنان و3 سيدات وعنصر من الدفاع المدني واثنان مجهولا الهوية قضوا في المجزرة الأكبر» ضمن منطقة «خفض التصعيد»، منذ بدء التصعيد الأعنف نهاية شهر أبريل الفائت. ورجح «ارتفاع عدد الشهداء لوجود أكثر من 45 جريح بعضهم في حالات خطرة، بالإضافة لوجود مفقودين وعالقين تحت الأنقاض».
وأكد المرصد أن الطائرات الروسية نفذت 32 غارة على كل من معرة النعمان وخان شيخون والركايا والتمانعة وترعي وحيش وكفرنبل ومحيط حزارين جنوب إدلب، ومورك واللطامنة بريف حماة الشمالي، كذلك ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على بلدة مورك شمال حماة، كما ارتفع إلى 53 عدد الغارات التي نفذتها طائرات سورية على كل نحو 18 بلدة وقرية في ريفي إدلب وحماة، بحسب المرصد.
بدورها، نقت وزارة الدفاع الروسية الاتهامات بتنفيذ غارات في المنطقة. وقالت في بيان نقلته وكالة «تاس» الحكومية أن «القوات الجوية الروسية لم تنفذ أي مهمات» في تلك المنطقة من سورية.
وأضافت ان «التصريحات المنقولة عن ممثلين لم يكشف عن اسمهم من منظمة الخوذ البيضاء التي تمولها بريطانيا والولايات المتحدة بشأن ضربة مزعومة لطائرات روسية في سوق في معرة النعمان هي تصريحات كاذبة».