حققت قوات حكومة الحكومة السورية تقدما جديدا في منطقة خفض التصعيد شمال غرب ادلب بدعم روسي - إيراني.
وقالت مصادر في المعارضة إن الجيش السوري تقدم نحو بلدة خان شيخون كبرى بلدات ريف إدلب الجنوبي الخاضعة لسيطرة المعارضة في محافظة إدلب لتستفيد بذلك من مكاسب حققتها بدعم روسي منذ انهيار وقف لإطلاق النار هذا الشهر.
ويهدد التقدم نحو خان شيخون بتطويق آخر جيب متبق من الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة حماة المجاورة ويشمل بلدات مورك وكفر زيتا واللطامنة.
وذكرت مصادر بالمعارضة ووسائل إعلام رسمية أن القوات السورية المدعومة من روسيا انتزعت مواقع جديدة من المعارضة إلى الغرب من خان شيخون. وقال قائد بالمعارضة إن البلدة التي تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2014 «في خطر كبير».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة دارت على محور ترعي بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي، في هجوم جديد لقوات النظام والمسلحين الموالين لها بدعم روسي لليوم الثالث على التوالي، وسط تصدي فصائل المعارضة لها. وترافقت المعارك مع عمليات قصف جوي وبري بشكل مكثف من قبل طائرات روسية وطائرات مروحية بالإضافة الى عشرات القذائف والصواريخ. وأكد المرصد أن قوات النظام تسعى للاقتراب أكثر نحو مدينة خان شيخون من المحاور الشرقية، بعد أن تمكنت من التقدم من المحاور الغربية للمدينة، عبر سيطرتها على 5 قرى ومزارع أمس الأول، وهي (قرى كفرعين وتل عاس وتلتها وأم زيتونة ومزرعتي خربة مرشد ومنطار).
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس أن «قوات النظام باتت على بعد أربعة كيلومترات من مدينة خان شيخون من جهة الغرب، بعد سيطرتها على خمس قرى صغيرة»، موضحا أنها «لم تعد تفصلها عن المدينة إلا أراض زراعية».
ومن جهة الشرق دارت معارك عنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة، حيث تحاول قوات النظام السيطرة على تلة استراتيجية تقع على بعد نحو ستة كيلومترات من خان شيخون.
وقال عبدالرحمن إن المدينة «أصبحت عمليا بين فكي كماشة من جهتي الشرق والغرب».
وأودى الهجوم بغاز السارين على خان شيخون عام 2017 بحياة العشرات، ما دفع الرئيس دونالد ترامب لتوجيه ضربة صاروخية الى قاعدة جوية سورية قالت الولايات المتحدة إن الهجوم انطلق منها.
وأفاد تحقيق أجرته الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بأن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إطلاق غاز السارين بالبلدة في 4 أبريل 2017، وتنفي دمشق استخدام مثل هذه الأسلحة.
ويمر في المدينة طريق استراتيجي سريع ترغب دمشق باستكمال سيطرتها على جزء منه يمر عبر إدلب ويشكل شريانا حيويا يربط بين أبرز المدن تحت سيطرة قواتها.
وأفادت فرانس برس بوجود حركة نزوح واسعة تشهدها مناطق الاشتباكات وتلك القريبة منها أمس.
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «وحدات من الجيش تواصل عملياتها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي». ونقلت عن مصدر عسكري سيطرة الجيش على عدد من القرى في المنطقة.
ومنذ بدء قوات النظام تصعيدها على إدلب ومحيطها تعرضت خان شيخون لغارات كثيفة سورية وروسية لم تستثن الأحياء السكنية والمرافق الخدمية، ودفعت غالبية سكانها إلى الفرار، حتى باتت شبه خالية. وأوقعت المعارك بين الطرفين نحو 60 شخصا على الأقل، وفق ما أفاد المرصد.
وفي ريف اللاذقية الشمالي المجاور لإدلب تسببت معارك بين الطرفين في منطقة بجبل الأكراد في مقتل عشرة مقاتلين من الفصائل المعارضة مقابل ستة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، بحسب المرصد.
وتتزامن المعارك مع غارات وقصف كثيف يطول أرياف إدلب الجنوبي واللاذقية الشمالي وحماة الشمالي. وتسببت غارات روسية في مقتل ستة مدنيين بينهم ثلاثة في خان شيخون وثلاثة في قرية الصالحية جنوب إدلب.
ووثق المرصد 55 غارة نفذتها طائرات حربية تابعة للنظام السوري على خان شيخون والتمانعة وترعي وكفرسجنة وحزارين والركايا ومحاور القتال بريف إدلب الجنوبي، ومطار تفتناز شرق إدلب، ومنطقة الايكاردا جنوب حلب، كما ارتفع إلى 38 عدد الغارات التي شنتها طائرات روسية على كل من خان شيخون التح والصالحية والتمانعة والخوين والزرزور والهلبة وأم جلال والشيخ دامس وكنصفرة بريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي. وقال إن 65 برميلا متفجرا ألقاها الطيران المروحي على كل من كفرنبل وحاس وكفروما وركايا وبسقلا ومحاور القتال بريف إدلب الجنوبي.