رغم إعلان تركيا والولايات المتحدة الاتفاق على إنشاء مركز تنسيق وإدارة «المنطقة الآمنة» في شمال سورية، إلا أن إقامة هذه المنطقة لاتزال تواجه صعوبات واختلافات بين الحليفين في «الناتو» لاسيما حول عمق هذه المنطقة وموعد إقامتها.
وبعد أن أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «الپنتاغون» أن هذه المنطقة ستتم إقامتها على مراحل، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو واشنطن من المماطلة في تنفيذها على غرار تأخير تنفيذ «خارطة الطريق» حول منبج.
وأضاف: «يجب أن يكون الأميركيون أولا صادقين ويجب أن يفهموا أن تركيا لن تتحمل أي أساليب تأخير».
وأوضح أوغلو في مؤتمر صحافي مع وزيرة خارجية سيراليون نبيلة تونيس في أنقرة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعد بأن تمتد المنطقة الآمنة 20 ميلا مع إخراج المقاتلين الأكراد منها، معتبرا أن تأسيس مركز عمليات مشتركة للإدارة يعد خطوة أولى لإنشاء «المنطقة الأمنة».
وشدد على ضرورة إخراج «التنظيمات الإرهابية» مثل وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على قوات سورية الديموقراطية «قسد»، وحزب الاتحاد الديموقراطي السوري الكردي منها، وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بأمان.
وفي سياق متصل، أفادت وزارة الدفاع التركية بأن وفدا عسكريا أميركيا برئاسة نائب قائد القوات الأميركية في أوروبا ستيفن تويتي سيتوجه إلى مدينة (شانلي أورفا) جنوب تركيا عقب زيارته مقر رئاسة الأركان التركية في أنقرة. وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون روبرتسون قال لوكالة فرانس برس: «نراجع في الوقت الحالي الخيارات حول مركز التنسيق المشترك مع نظرائنا العسكريين الأتراك».
وأضاف روبرتسون ان «آلية الأمن سيتم تنفيذها على مراحل»، موضحا أن «الولايات المتحدة جاهزة لبدء تنفيذ بعض الأنشطة بسرعة في الوقت الذي نتابع فيه المحادثات مع الأتراك».
ويبدو أن الموقف الأميركي لن يكون وحده العقبة في إنشاء المنطقة الآمنة، إذ أعلنت موسكو شريك أنقرة في اتفاق «خفض التصعيد» رفضها للمنطقة الآمنة. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس ان موسكو لا تقبل المساس بسيادة ووحدة أراضي سورية تحت أي ذريعة.
وردا على سؤال حول موقف موسكو من اتفاق تركيا وأميركا حول «المنطقة الآمنة»، قالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي، إن الشرعية الدولية تتطلب موافقة الحكومة السورية على أي عمليات تجري على أراضيها، مؤكدة أن دمشق أثبتت قدرتها في مكافحة الإرهاب.
وبموازاة هذه التصريحات، بحث مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع وفد كردي تطورات الوضع.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أوردته قناة «روسيا اليوم» «ان اللقاء بين نائب الوزير الروسي والوفد الكردي السوري برئاسة كميران حاجو تخلله تبادل صريح للآراء حول تطورات الوضع في سورية وطرق تسوية الأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وفي السياق نفسه، كشف مصدر كردي سوري مقرب من وحدات حماية الشعب الكردية «بي ي دي»، عن لقاء جرى بين القيادي «صبري أوك» في حزب العمال الكردستاني ونائب وزير الدفاع السوري في مدينة القامشلي برعاية روسية من أجل الترتيب والتمهيد لإجراءات عسكرية في المدينة ومناطق سيطرتها شرق سورية.
ونقلت شبكة «شام» عن المصدر أن من «تلك الإجراءات السماح للجيش السوري بالتمركز بالقرب من قرية نعمتلي وكذلك في محيط الطريق الدولي، جنوب شرق القامشلي، وبالقرب من مناطق تل علو».
وكان مصدر كردي سوري مطلع قد كشف عن فحوى مناقشات وفد من قسد، الذي عاد من دمشق إلى مدينة القامشلي بعد جولة محادثات مع مسؤولي النظام حول مصير منطقة شرق الفرات.
وكشف المصدر أن «دمشق طالبت وفد مجلس سوريا الديموقراطية بتسليم الأسلحة الثقيلة التي تسلموها من الجيش السوري ومنها دبابات، وانسحاب «قسد» من مركزي كل من مدينة القامشلي والحسكة وتسليمها للنظام، وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة، مع السماح للجيش بالانتشار في محافظة الحسكة. ولفت المصدر إلى أنه «قريبا سيتم الاتفاق على تسليم الرقة والطبقة للنظام».