تصاعدت حركة النزوح المكثفة تزامنا مع المعارك المستعرة في منطقة «خفض التصعيد»، وسط معلومات تفيد عن «استيعاب» فصائل المعارضة لصدمة هجوم الجيش السوري المدعوم من روسيا.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر
إن فصائل المعارضة استعادت السيطرة على بلدة كفريدون، قرب خان شيخون بريف إدلب الجنوبي عقب معارك عنيفة مع قوات الحكومة التي يقودها العميد سهيل الحسن الملقب بـ «النمر»، وأسفرت عن قتل وجرح العشرات من القوات الخاصة، بينهم اللواء حسن محمد برهوم الذي أصيب خلال المعارك.
وأضاف القائد، الذي طلب عدم ذكر اسمه: «قتل أكثر من 13 عنصرا من القوات الحكومية في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري يتبع لهيئة تحرير الشام، على جبهة كفريدون بمحيط تل النار».
وبالتزامن، واصل الطيران الحربي السوري والروسي قصف مناطق ريف ادلب، حيث أطلقت المقاتلات الروسية عدة صواريخ شديدة الانفجار على بلدة التمانعة في ريف ادلب.
وأسفرت عن سقوط «عدد من الجرحى» بحسب الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» الذي أعلن ايضا أن الطيران الحربي السوري شن غارات بالصواريخ الفراغية على معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي.
في هذه الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للجيش الوطني قادمة من ريف حلب الشمالي لدعم فصائل المعارضة في جبهات ريف ادلب.
وقال مصدر في الجيش الوطني التابع للجيش السوري الحر لـ (د.ب.أ): «توجهت مجموعات من الجبهة الشامية وأحرار الشرقية وفيلق الرحمن إلى ريف ادلب وحماة، بعد تنسيق بين الجيش الوطني والجبهة الوطنية للتحرير العاملة في إدلب ضمن غرفة عمليات مشتركة».
في هذه الأثناء، نقل موقع «عنب بلدي» عن رئيس المكتب السياسي لـ «الجبهة الوطنية للتحرير»، أبوصبحي نحاس، أن الفصائل امتصت الصدمة (هجوم روسيا والنظام)، واعدا بتغييرات من ناحية المعارك وظروفها لصالح الفصائل في الأيام المقبلة.
في المقابل، ذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن «الجيش السوري واصل تقدمه في ريف ادلب الجنوبي واقترب أكثر من مدينة خان شيخون».
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام السوري باتت على بعد كيلومتر فقط من مدينة خان شيخون في جنوب إدلب، حيث تدور معارك عنيفة.
وأوضح مديره رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس «تدور معارك عنيفة بين الفصائل من جهة وقوات النظام من جهة ثانية على بعد كيلومتر واحد غرب مدينة خان شيخون».
وأشار إلى أن قوات النظام تحاول التقدم أيضا من الجهة الشرقية لخان شيخون، إلا أنها تواجه «مقاومة عنيفة» من الفصائل.
في هذه الأثناء، وصف نشطاء من ريف إدلب حركة النزوح المستمرة لآلاف العائلات المدنية من بلدات ومدن ريف إدلب الشرقي والجنوبي باتجاه المناطق الحدودية شمال إدلب بـ «السيل الجارف»، في إشارة لشدة وكثافة حركة النزوح منذ بدء الحملة العسكرية السورية المدعومة بروسيا، والتي أسفرت عن تقدم واسع في المنطقة وأجبرت العائلات، على النزوح خوفا من وصول قوات الحكومة لقراهم وبلداتهم.
وتتركز حركة النزوح بشكل رئيسي من بلدات كفرسجنة وحيش والركايا والنقير والمزارع المنتشرة في المنطقة لاسيما منطقة خان شيخون، إضافة لبلدات كفرومة وحاس وبلدات ريف معرة النعمان الشرقي، جل هذه العائلات تتجه باتجاه مناطق ريف إدلب الشمالي بحثا عن ملاذ آمن.