- الخالد يترأس وفد الكويت للاجتماع الوزاري الطارئ
ترأس نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد أمس، وفد الكويت المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية بناء على طلب من مصر، وذلك لمناقشة التدخلات العسكرية التركية في شمال شرق سورية، والذي عقد في القاهرة.
وقد أدان مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، «العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سورية، وخاصة القرار رقم 2254».
واعتبر المجلس، في قرار في ختام أعمال اجتماعه الطارئ أمس برئاسة العراق التوغل التركي في شمال سورية «تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي وللأمن والسلم الدوليين».
وطالب المجلس في قراره تركيا «بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كل الأراضي السورية، مشددا على أن هذا العدوان على سورية يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية».
وقرر الوزراء «النظر في اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة العدوان التركي، بما في ذلك خفض العلاقات الديبلوماسية، ووقف التعاون العسكري، ومراجعة مستوى العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياحية مع تركيا».
وطالبت الجامعة مجلس الأمن الدولي باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف العدوان التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري، وحث كل أعضاء المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق، مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في عدوانها على الأراضي السورية.
كما أكد بيان الجامعة على الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سورية عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى بـ«المنطقة العازلة».
وحمل تركيا المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية ـ بما فيها تنظيم داعش الإرهابي ـ لممارسة نشاطه في المنطقة.
وفي مستهل الجلسة، قال أحمد أبوالغيظ أمين عام الجامعة، إنها «تدين التدخل التركي السافر في سورية، وتعتبره غزوا مطالبا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته تجاه التهديد التركي الجديد».
ودعا إلى العمل من أجل التوصل إلى موقف موحد من العدوان التركي، مطالبا أنقرة بوقف عدوانها في سورية وسحب قواتها منها.
من جهته، دعا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم رئيس الدورة، الجامعة العربية إلى ضرورة تفعيل عضوية سورية، والوقوف إلى جانبها، فيما دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته من خلال التحرك السريع لوقف الأعمال العسكرية وإيجاد حل سياسي ينهي معاناة السوريين بجميع مكوناتهم وضمان حقوقهم.
ومن جانبه، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير إن السعودية تدعم الحل السلمي للأزمة السورية وفق قرارات المجتمع الدولي معتبرا أن «العدوان التركي هو اعتداء سافر على السيادة السورية»، داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره لوقف هذا العدوان الذي يشكل تهديدا على سورية وينعكس سلبيا على أمن واستقرار المنطقة.
وأكد الجبير وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوري والحفاظ على أمن وسلامة سورية ودعم الحل السياسي للأزمة، داعيا إلى ضرورة خروج كافة الميليشيات المسلحة من سورية ودعم جهود الاستقرار فيها وفي جميع الدول العربية.
وبدوره، أكد أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي ضرورة تكاتف الجهود العربية لوقف هذا العدوان التركي على الأراضي السورية، معتبرا أن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الخطورة تستدعي تضافر كل الجهود لمواجهة التدخلات التركية.
من جهته، طالب وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل بعقد قمة عربية طارئة لتكريس المصالحة ووضع الخطط لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي، داعيا في الوقت ذاته إلى عودة سورية للجامعة العربية.
وأضاف: «لا نجتمع اليوم ضد تركيا، نجتمع اليوم من أجل سورية، في غياب سورية، نجتمع من أجلها».
وتساءل باسيل: «ألم يحن الوقت بعد لعودة سورية إلى حضن الجامعة العربية؟