اعلنت وزارة الدفاع التركية أمس، ان قواتها وفصائل المعارضة المدعومة من قبلها، سيطرت على مدينة (رأس العين) شرق نهر الفرات في اليوم الرابع من عملية (نبع السلام) العسكرية التركية شرق نهر الفرات، أمس.
وقالت الوزارة في بيان ان السيطرة على المدينة جاءت «نتيجة العمليات الناجحة في اطار العملية العسكرية» التي اطلقتها الاربعاء الماضي ضد مسلحي قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يسيطر عليها الأكراد.
ونقلت رويترز عن مسؤول أمني تركي كبير تأكيده «سيطرة الجيش الوطني المعارض على وسط المدينة» وأنه أجرى عمليات تفتيش في مناطق سكنية بحثا عن الألغام والكمائن.
ونشر مسؤولون صورا تظهر شوارع مهجورة ومقاتلين من المعارضة السورية يقفون على رايات جماعات كردية.
بدوره أكد الجيش الوطني السوري المعارض، إن قواته والقوات التركية دخلت مدينة رأس العين الاستراتيجية على الحدود، بعد إحكام الطوق عليها من عدة محاور، وهروب عناصر«قسد».
وقال الجيش الوطني على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي إن عناصره تمكنت من تحرير معبر رأس العين الاستراتيجي، والمنطقة الصناعية، والصوامع، ودخلت لأحياء المدينة، حيث قامت بعمليات التمشيط تمهيدا «لإعلان السيطرة عليها بشكل كامل».
وقبل ذلك، أعلن السيطرة على أكثر من 20 قرية وبلدة، تزامنا مع تطويق مدينة تل أبيض الاستراتيجية.
وأعلن الناطق باسم الجيش الوطني السوري السيطرة كذلك، على الطريق (712) الواصل بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وتصاعدت أعمدة من الدخان الكثيف حول مدينة رأس العين، وهي إلى جانب تل أبيض تشكلان محور عملية نبع السلام، في حين قصفت المدفعية التركية المنطقة. وترددت أصداء إطلاق النار الكثيف في رأس العين وأمكن سماع صوت تحليق الطيران الحربي.
في غضون ذلك، دعت «قسد» واشنطن، الى «تحمل مسؤولياتها الأخلاقية» تجاهها في مواجهة الهجوم التركي المستمر ضد مناطق سيطرتها في شمال شرق البلاد.
وقالت في بيان أمام الصحافيين في مدينة الحسكة «حلفاؤنا ضمنوا لنا الحماية، لكن فجأة ومن دون سابق انذار تخلوا عنا بقرارات ظالمة من خلال سحب قواتهم من الحدود التركية»، مضيفة «نحن هنا ندعو حلفاءنا للقيام بواجباتهم والعودة لتحمل مسؤولياتهم الاخلاقية والتزام ما وعدوا به».
وحذرت من أن هجوم تركيا أنعش تنظيم داعش، وجددت دعوة دول التحالف إلى إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الحربية التركية.
وقال ريدور خليل القيادي الكردي، في البيان الذي بثه التلفزيون إن القوات ستواصل التعاون مع التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش وفي الوقت ذاته صد الهجوم التركي.
وأضاف «الغزو التركي لم يعد يهدد بانتعاش داعش بل أنعشها ونشط خلاياها في القامشلي والحسكة وكل المناطق الأخرى»، مشيرا إلى هجمات بسيارات ملغومة في المدينتين.
في المقابل، رد إبراهيم قالين المتحدث باسم أردوغان على الانتقادات الموجهة لبلاده وقال «معركة تركيا مع الإرهابيين وليس مع الأكراد ولا المدنيين». وأضاف موجها الحديث لمن يدينون التحرك التركي أن آلاف المدنيين قتلوا في عمليات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في مدينتي الرقة السورية والموصل العراقية.
وكتب قالين على تويتر «الابتزاز والتهديد لن يفلح أبدا في ردع تركيا عن قضيتها العادلة... إن شاء الله سيكون النصر حليفنا».
وكان وزير الخزانة الأميركية ستيفن منوتشين إن الرئيس دونالد ترامب كلف مسؤولين بصياغة عقوبات جديدة «ذات أثر بالغ» على تركيا، وإن واشنطن ستبدأ في تفعيل هذه العقوبات إذا لزم الأمر، وردا على ذلك قالت انقرة إن اي عقوبات جديدة عليها لن تبقى دون رد.