يصارع اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي- التركي في شمال شرق سورية للصمود، مع اقتراب مهلة الأيام الخمسة التي حددتها أنقرة لانسحاب مسلحي قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، من نهايتها مساء غد، فيما يتبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة هنا وهناك.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن جنديا قتل وأصيب آخر أمس بعد هجوم شنته وحدات حماية الشعب الكردية التي تسيطر على «قسد» في تل أبيض.
في هذه الأثناء، دعت أنقرة واشنطن إلى استخدام «نفوذها» لدى القوات الكردية لضمان انسحابها المنظم من «المنطقة الامنة» التي تسعى لاقامتها في شمال شرق سورية المسماة بـ«الجزيرة»، حسب ما أكد المتحدث الرئاسي التركي ابراهيم قالين، مضيفا أن تركيا لا نية لديها في «احتلال» هذه المنطقة الحدودية.
وقال قالين لوكالة «فرانس برس»: «نحن متمسكون بهذا الاتفاق. وينص على رحيلهم خلال مهلة خمسة أيام وقد طلبنا من زملائنا الأميركيين استخدام نفوذهم وعلاقاتهم لضمان أنهم سيغادرون من دون حوادث».
وبالفعل، غادرت قافلة تضم سيارات اسعاف وشاحنات تقل مقاتلين من «قسد» مدينة رأس العين المحاصرة من القوات التركية وفصائل معارضة سورية موالية لها، وفق ما رصدت وكالة «فرانس برس» في المدينة الحدودية.
وقالت الوكالة إن خمسين سيارة على الأقل بينها سيارات اسعاف غادرت مستشفى في المدينة يشكل خط تماس بين القوات التركية وحلفائها من جهة وبين «قسد» من جهة ثانية، وأشارت إلى أن ألسنة النيران تصاعدت من المستشفى بعد وقت قصير من انطلاق القافلة.
ولاحقا ذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية أن الجيش التركي ومقاتلي الجيش الوطني السوري المتحالفين معه سيطروا أمس، على رأس العين بعد انسحاب المقاتلين الأكراد منها.
وقالت وكالة «سانا» وقناة «الإخبارية» إن «مجموعات قوات سوريا الديموقراطية المنحلة تنسحب من كامل مدينة رأس العين»، وإن القوات التركية والفصائل الموالية لها سيطرت عليها.
ونقل تلفزيون روسيا اليوم عن مصادر قولها إن القافلة توجهت إلى مدينة الحسكة، وذلك في إطار اتفاق حول وقف إطلاق النار في المنطقة توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة، يوم 17 أكتوبر.
سياسيا، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس إن تركيا وروسيا ستبحثان إخراج وحدات الحماية الكردية من مدينتي منبج وعين العرب «كوباني» في شمال سورية وذلك أثناء المحادثات الطارئة في سوتشي التي سيجريها الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين غدا.
وأضاف جاويش أوغلو في مقابلة مع القناة السابعة بالتلفزيون التركي أمس «سنبحث إخراج إرهابيي وحدات حماية الشعب من على حدودنا، خاصة في منبج وعين العرب، مع الروس».