أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في سوتشي اليوم مستجدات الأوضاع في سورية، وبعدها سيتخذ الخطوات اللازمة، مع انتهاء مهلة الايام الخمسة التي منحها الاتفاق التركي ـ الأميركي، لمسلحي قوات سوريا الديموقراطية «قسد» للانسحاب من المنطقة الآمنة التي تعتزم انقرة انشاءها في شمال سورية.
ودون ان يحدد أردوغان ماهية الخطوات، شدد على أن بلاده لن تحتل أي جزء من سورية، وقال في افتتاح منتدى «تي آر تي وورلد» بإسطنبول أمس، إن بلاده لا تستهدف حرية أي شعب، مشددا على أن عملية «نبع السلام» تهدف إلى حماية أمن تركيا.
وأضاف «لن نجلس مع أي منظمة إرهابية على طاولة المفاوضات» في اشارة الى المسلحين الاكراد، وتابع «مخطئ من يعتقد أن مشكلة الإرهاب واللاجئين ستظل محصورة بتركيا إلى الأبد».
من جهته، قال يوري أوشاكوف المسؤول بالكرملين للصحافيين امس، إن الرئيسين بوتين أردوغان سيبحثان العملية التركية في سورية اليوم.
وأضاف أوشاكوف أن روسيا تعتقد أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار الإقليمي على الأمد الطويل إلا من خلال استعادة الوحدة السورية وأخذ مصالح كل الجماعات العرقية والإقليمية في الاعتبار.
وما لم يفصله اردوغان، كشف عنه وزير خارجيته مولود جاويش اوغلو، الذي أكد أن بلاده ستستأنف «نبع السلام» التي تشنها شرق الفرات بشمال شرقي سورية في حال عدم انسحاب المسلحين الأكراد الذين يسيطرون على «قسد» من المنطقة الآمنة التي تسعى انقرة إلى انشائها هناك بحلول مساء اليوم.
وقبل 35 ساعة من انقضاء مهلة الـ120 ساعة المحددة لانسحاب المسلحين بموجب الاتفاق التركي ـ الأميركي، قال جاويش اوغلو خلال نفس المنتدى وهو ينظر الى ساعته، انه «في حال لم يتم انسحاب المسلحين من المنطقة الآمنة فإن عملية (نبع السلام) ستستأنف».
وشدد الوزير التركي على أن العملية التركية تستهدف المسلحين وليس المكون الكردي.
وأضاف أن بلاده اضطرت للقيام بالعملية بمفردها بسبب عدم تلقيها دعما من حلفائها مؤكدا أن فكرة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري كانت مطروحة من جانب الرئيس التركي قبل عدة أعوام.
ولفت الى رغبة تركيا في القيام بهذه الخطوة بالتعاون مع واشنطن مبينا ان «التعاون مع واشنطن لتأسيس المنطقة الآمنة لم ينجح بسبب عدم امتثال الإدارة الأمنية في الولايات المتحدة لتعليمات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووحدات حماية الشعب الكردية لم تتراجع أبدا ولم تسحب واشنطن أسلحة التنظيم».
وأكد وزير الخارجية التركي أن بلاده زودت جميع الأطراف المعنية بمعلومات عن عملية (نبع السلام) قبل انطلاقها.
وحول ما يتردد بشأن استخدام القوات التركية أسلحة كيماوية خلال العملية قال «لم نستخدم السلاح الكيماوي في تاريخنا فهذه دعاية سوداء ولا نمتلك مثل هذا النوع من الأسلحة».
وجدد تأكيده بأن تركيا تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في سورية
وكانت مصادر عسكرية تركية أفادت أمس، أن وقف إطلاق النار الذي «بدأ الخميس الساعة 22.00 بالتوقيت المحلي... وسينتهي بالتالي اليوم الثلاثاء الساعة 22.00» بالتوقيت المحلي.
من جهتها، اعتبرت إيران حليف تركيا وشريكتها في ضمان مسار «استانا»، أن أي خطوة من جانب تركيا لإقامة قواعد عسكرية في سورية ستكون «غير مقبولة» مؤكدة أن هكذا قرار سيواجه معارضة شديدة من طهران ودول أخرى.
وكان الرئيس التركي قال إن أنقرة تعتزم إقامة «12 موقع مراقبة» شمال شرق سورية على غرار تلك التي اقامتها في منطقة خفض التصعيد في محافظة ادلب ومحيطها.
وردا على سؤال في مؤتمر صحافي، انتقد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي الخطة التركية.
وقال في تصريحاته التي بثها التلفزيون الرسمي إن «الاتراك بوسعهم إقامة أي قواعد وفعل أي شيء على أراضيهم وداخل حدودهم، لكن إذا كنت تعني إقامة قواعد عسكرية في سورية فإن هذا غير مقبول»، علما ان الطيران الاسرائيلي ينفذ غارات متكررة على مواقع في سورية يقول انها تتبع للحرس الثوري في سورية.
وتابع أن طهران ستعتبر هكذا إجراء «عدوانا ضد السيادة الوطنية ووحدة أراضي دولة مستقلة».
وأوضح «بطبيعة الحال ستواجه (تركيا) معارضة من جمهورية إيران الإسلامية ودول أخرى».