بدأت روسيا بتوسيع نطاق تواجدها في سورية وملء الفراغ الذي تركه انسحاب القوات الأميركية من قواعدها في الشمال والشمال الشرقي.
وأعلن الجيش الروسي أمس أنه شرع بإقامة قاعدة جوية عسكرية في مطار القامشلي ونصب منظومات صاروخية متطورة حولها، لتكون الثانية بعد القاعدة الروسية الكبيرة في مطار حميميم باللاذقية.
وقال قائد القاعدة الكومندان تيمور خجاييف لوكالة الأنباء الرسمية الروسية (تاس) ان هذه القاعدة التي تسمى رسميا «مكتب القيادة الجوية» ستنظم «عمليات تحليق متواصلة لحماية الأراضي والدفاع عنها».
وأضاف أن العديد من المروحيات القتالية وصلت إلى القاعدة، موضحا أنها ستقدم الدعم للشرطة العسكرية الروسية التي تقوم بدوريات مشتركة مع الجيش التركي بموجب اتفاق الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، لإبعاد المسلحين الأكراد.
وتابع ان القاعدة اقيمت بهدف ضمان استمرارية التحليقات الجوية وحماية المنطقة، مشيرة الى طائرات مروحية روسية من طرازي «مي 35» و«مي 8» تشارك في عمليات الرقابة بمنطقة الحدود السورية ـ التركية.
وبثت قناة التلفزيون الروسية «زفيزدا» التابعة لوزارة الدفاع، لقطات لوصول المروحيات الثلاث إلى القامشلي، يظهر فيها أيضا النظام الدفاعي المضاد للطائرات «بانتسير».
وعرضت القناة لقطات للشرطة العسكرية الروسية التي تحرس القاعدة إضافة إلى مركبات مدرعة وأطقم دعم أرضي ومحطة أرصاد وعيادة طبية صغيرة.
وقال بافل رمنيف مراسل القناة «هذه أول مجموعة من طائرات الهليكوبتر العسكرية الروسية هنا في شمال سورية.
إنها لحظة تاريخية. من الآن فصاعدا ستعمل مجموعة الطيران الخاصة بنا على نحو دائم في مطار مدينة القامشلي».
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان العسكريين الروس والاتراك سيروا دورية هي السادسة من نوعها للرقابة في منطقة الحدود بين سورية وتركيا منذ اتفاق سوتشي في 22 اكتوبر الماضي.
وقالت الوزارة في بيان ان 50 عسكريا روسيا وتركيا يشاركون في اعمال الدورية مزودين بثماني عربات مدرعة روسية وتركية الصنع.
وكانت القوات الأميركية منتشرة في القامشلي التي تسيطر وحدات حماية الشعب الكردية التي تهيمن على قوات سوريا الديموقراطية (قسد) قبل أن يقرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفاجئ الشهر الماضي سحبها.
إلا انه تراجع وقرر ابقاء المزيد من القوات الاميركية للسيطرة على منابع النفط.
وصرح وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر بأن الولايات المتحدة قررت في نهاية المطاف الإبقاء على حوالي 600 عسكري.
وقال إسبر في الطائرة التي اقلته إلى سيئول في مستهل جولة آسيوية «نقوم حاليا بسحب قواتنا من شمال شرق سورية».
وأضاف «سنبقي في نهاية المطاف بين 500 و600 جندي» هناك.
وردا على سؤال عما إذا كان هذا العدد يشمل نحو مائتي جندي متمركزين في قاعدة التنف (جنوب) على الحدود مع الأردن، أوضح إسبر أنه يتحدث عن شمال شرق سورية حصرا، حيث كلف ترامب وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) بحماية حقوق النفط.
وقال إسبر «في جميع أنحاء هذا البلد، سيكون العدد حوالي 600» جندي.