هددت أنقرة مجددا باستئناف عملية «نبع السلام» العسكرية ضد قوات سوريا الديموقراطية «قسد» التي يهيمن عليها الأكراد في شمال شرق سورية، واتهمت موسكو وواشنطن بعدم تنفيذ الاتفاقات الموقعة معها حول سحب وحدات حماية الشعب الكردية من «المنطقة الآمنة» التي تسعى تركيا لإقامتها شمال سورية.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن بلاده تدرك أن دعم الولايات المتحدة للوحدات الكردية لن ينتهي على الفور، مضيفا أن معركتها ستستمر مع الوحدات.
وأضاف متحدثا لأعضاء حزبه العدالة والتنمية في البرلمان، إن تركيا ستواصل قتالها لحين زوال كل التهديدات ضد تركيا والقضاء على جميع المسلحين. وأضاف أنه لا سبيل لإنجاز أي خطة في المنطقة دون موافقة تركيا ودعمها.
من جهته، حذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من أن بلاده قد تواصل حملتها العسكرية شمال سورية ضد المسلحين الأكراد في حال لم تكمل الولايات المتحدة وروسيا تنفيذ كل ما هو وارد في الاتفاقات بشأن هذه المنطقة.
وذكر أنه تم التوصل إلى اتفاقات مع روسا وتركيا، في غضون خمسة أيام، نصت على انسحاب «وحدات حماية الشعب» (الكردية) من الحدود السورية- التركية بعمق 30 كيلومترا.
وقال الوزير التركي حسب ما نقلت عنه الأناضول «هل التزمتا بكل ما هو وارد في الاتفاقات؟ كلا لم تفعلا، ولكن عليهما القيام بذلك».
وتابع الوزير التركي في كلمة ألقاها أمام لجنة برلمانية «في حال لم نحصل على النتيجة المرجوة سنقوم بما يلزم وعلينا القضاء على التهديد الارهابي الذي يدق أبوابنا».
وتصنف أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة «إرهابية» مرتبطة بحزب العمال الكردستاني.
وشددت أنقرة على أنها لن تسمح لتنظيم داعش بالعودة بأي شكل. وفي هذا الصدد أشار جاويش أوغلو أيضا الى أن تركيا كانت قد اعتقلت إسماعيل علوان سلمان العيثاوي الذي كان مساعدا لزعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي وسلمته الى السلطات العراقية. وقال «لقد ألقينا القبض عليه وسلمناه الى العراق، وهو الذي دل على مكان البغدادي وأين كان يختبئ».
وردا على التهديد التركي، قال رئيس اللجنة الدولية في المجلس الفيدرالي الروسي، فلاديمير غاباروف، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن استئناف تركيا المحتمل للعمليات يجب أن يكون موضع مفاوضات، يمكن من خلالها إقناع أنقرة بأن المقاتلين «الكرد» سيتم سحبهم من «المنطقة الآمنة».
وأضاف غاباروف «أعتقد أن احتمال استئناف أنقرة للعملية، كما ذكر وزير الخارجية التركي، سيكون موضوع مفاوضات، ويجب إنهاء كل شكوك تركيا بأنه سيتم سحب القوات الكردية من المنطقة الآمنة. إذا كانت هناك شكوك فيجب حلها من خلال المفاوضات».
بدورها، أعربت وزارة الدفاع الروسية عن استغرابها مما ورد في تصريح وزير الخارجية التركي.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية اللواء ايغور كوناشينكوف ان تصريح جاويش أوغلو، بشأن عدم تنفيذ روسيا لتعهداتها والتهديدات باستئناف العملية العسكرية في شمال سورية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع لا إلى تسويته، ويثير الاستغراب لدى وزارة الدفاع الروسية.
من جهته، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ان بلاده تعمل مع روسيا على حل «بعض الصعوبات» في شمال سورية.
ونقلت وكالة (أناضول) التركية للأنباء عن أكار قوله في تصريحات بمقر البرلمان التركي «بعيدا عن الدوريات المشتركة مع روسيا ثمة عدد من الصعوبات معهم ونعمل على حلها عبر اللقاءات».
وأضاف ان الدوريات المشتركة بين القوات التركية والروسية مستمرة بموجب اتفاق سوتشي الموقع بين الرئيسين رجب طيب اردوغان وفلاديمير بوتين في أكتوبر الماضي، مشيرا إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة حيال «الاستفزازات» التي تطول الدوريات المشتركة.
وتأتي تصريحات أكار بعد تقارير إعلامية ذكرت أن عناصر من وحدات الحماية الشعبية الكردية وحزب العمال الكردستاني هاجموا عربات عسكرية روسية بمدينة (عين العرب) شمال سورية بقنابل المولوتوف.
وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت ان القوات التركية والروسية استكملت تسيير الدورية الثامنة في منطقة شرق نهر الفرات بسورية أمس الأول.