على وقع التصعيد الروسي - السوري على «منطقة خفض التصعيد» في محافظة ادلب وما حولها، أرسلت تركيا المزيد من التعزيزات لنقاط المراقبة التي أقامتها في المنطقة، فيما علقت مديرية التربية والتعليم في إدلب الدوام في جميع مدارس منطقتي أريحا ومعرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، وذلك بسبب التصعيد العسكري المكثف من الطيران السوري والروسي على المحافظة.
وقالت المديرية في بيان «نظرا للهجمة الشرسة التي تشنها الطائرات الروسية واستهدافها جميع القرى والبلدات، تقرر تعليق الدوام في كل مدارس مجمع أريحا التربوي» أمس.
سبق ذلك تعليق الدوام في جميع مدارس مجمع معرة النعمان جنوبي إدلب، من قبل مديرية التربية والتعليم، الأحد الماضي، بسبب الهجوم العنيف الذي يشنه الجيش السوري مدعوما بالقوات الروسية منذ السبت الماضي على المنطقة.
وكثف الطيران الروسي غاراته على بلدات ومدن المنطقة خلال الأسبوع الماضي، وركز على استهداف الأسواق الشعبية والمدارس والمراكز الحيوية والطبية في معرة النعمان وسراقب، رغم المطالبات الأممية بوقف التصعيد في المنطقة.
ووثق «الدفاع المدني» أمس 11 غارة روسية على منطقة النهر الأبيض بمحيط مدينة جسر الشغور غربي إدلب، إلى جانب غارات مكثفة على بلدة أورم الجوز بمنقطة أريحا، وبراميل مفتجرة على بلدات الدار الكبيرة وكنصفرة.
ويأتي التصعيد في ظل محاولات تقدم لقوات الحكومة بغطاء جوي روسي على محاور إدلب الجنوبية والشرقية، وسط إعلان الفصائل المعارضة في إدلب التصدي لتلك المحاولات المتواصلة منذ الأسبوع الماضي.
فقد تجددت المعارك بين فصائل «الفتح المبين» وقوات حكومة دمشق بغطاء الطيران الروسي، على محاور إدلب الجنوبية والشرقية.
وقالت الفصائل عبر صفحاتها على مواقع التواصل، إنها تصدت لعدة محاولات لقوات النظام على محور أم تينة بريف إدلب الشرقي، وأسفر ذلك عن مقتل وإصابة عدد من قوات النظام في ظل استمرار الاشتباكات بين الطرفين.
وأضافت الفصائل أنها استهدفت مواقع النظام في المنطقة بصورايخ «الغراد» و«الفيل»، ودمرت قاعدة صواريخ مضادة للدروع على محور سهل الغاب غربي حماة، باستهدافها بصاروخ مضادة للدروع، وأسفر ذلك عن مقتل طاقمها بالكامل، بحسب وصفها.
وغابت التصريحات الرسمية حول المعارك في المنطقة، لكن إذاعة «شام إف إم» المقربة من الحكومة، قالت أمس إن «وحدات الجيش تستعيد السيطرة على منطقتي اسطبلات ورسم الورد غرب أبو الظهور بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة»، الأمر الذي لم تعلق عليه الفصائل حتى الساعة.
وقال نشطاء ان الطيران المروحي والحربي السوري والروسي، يركز على القرى والبلدات الواقعة جنوب الخط الدولي «الأوتوستراد» الممتد بين حلب واللاذقية المعروف باسم «M4»، الذي يمر عبر سراقب ثم أريحا ومحمبل وصولا لجسر الشغور، أي مناطق ريف سراقب الشرقي ومعرة النعمان وريفها وجبل الزاوية وريف كفرنبل جنوبا.
ووفق نشطاء، بات واضحا أن النظام وحلفاءه يعملون على تفريغ كامل المنطقة الممتدة جنوب خط الأوتوستراد الدولي حلب - اللاذقية المعروف باسم «M4».
ويعتبر ملف الطرق الدولية المعروفة باسم «M5» بين حلب ودمشق، وطريق «M4»، بين حلب واللاذقية، أحد أبرز الملفات التفاوضية في مباحثات أستانا بين الدول الضامنة، حيث تطلب روسيا سيطرة النظام على تلك الطرق الدولية لما لها من أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، في وقت يتردد حديث عن إمكانية تسيير دوريات روسية تركية في المنطقة تجنبا لأي حملة عسكرية.
في غضون ذلك، أرسل الجيش التركي تعزيزات عسكرية كبيرة إلى نقاط المراقبة الموجودة بمنطقة خفض التصعيد في (إدلب).
وذكرت وكالة (الأناضول) ان التعزيزات العسكرية تضم العديد من المدرعات وناقلات الجنود وآليات بناء.
ويمتلك الجيش التركي 12 نقطة مراقبة عسكرية أقيمت في إطار اتفاق منطقة «خفض التصعيد» في إدلب، حيث احتدم القتال في الساعات الأخيرة.