انطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان أمس الجولة الـ 14 لـ «مباحثات أستانا»، حول التسوية السورية، وذلك بسلسلة مشاورات ثنائية وثلاثية بين الوفود المشاركة وبين وفود الدول الضامنة وهي تركيا وروسيا وإيران.
ووفقا لوسائل إعلام روسية وكازاخية، فقد شارك الى جانب الدول الضامنة ووفدي المعارضة وحكومة دمشق، ممثلون عن الأردن والعراق ولبنان، بصفة مراقبين، إضافة إلى المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن.
وتضمن جدول أعمال المباحثات التي تستمر اليوم أيضا، العملية السياسية في سورية، على ضوء إطلاق اللجنة الدستورية السورية في جنيف، والأوضاع في إدلب، والتطورات على الحدود السورية التركية و«المنطقة الآمنة» شرق الفرات. كما تشمل المحادثات بحث وقف إطلاق نار شامل في سورية.
وعقد المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، مباحثات مع وفد النظام على هامش الجولة، قبل أن تدور مباحثات ثنائية بين وفدي روسيا وإيران.
وقال لافرنتييف، بحسب ما نقله تلفزيون «روسيا اليوم»، «نبحث المنطقة الآمنة شرق الفرات وفق اتفاق سوتشي بطول 120 كيلومترا من رأس العين إلى تل أبيض وعمق يصل إلى الطريق الدولي (M4)».
واعتبر لافرنتييف أن المباحثات مع الأمم المتحدة حول العملية السياسية والدستورية في سورية تتطلب وقتا، مشيرا إلى دعم روسيا للتقارب بين «الحكومة السورية والمسلحين الأكراد»، وأن هناك «بعض الخلافات يجري العمل على تجاوزها». وأضاف إنه يجري خلال الاجتماعات بحث وقف إطلاق نار شامل في سورية لا يشمل من وصفهم بـ «الإرهابيين» بل فقط «المعارضة المعتدلة المؤمنة بالحل السياسي» على حد تعبيره. وهو ما أكده ممثل حكومة دمشق بشار الجعفري، أن جهود محاربة الإرهاب لن تشهد التهدئة في محافظة إدلب التي يقطنها اكثر من 4 ملايين مدني اغلبهم نازحون من مناطق أخرى. ودأبت الحكومة السورية وموسكو على وصف المعارضة السورية بالإرهاب، باستثناء تلك التي تعمل في كنفها داخل مناطق سيطرتها.
وقال الجعفري، في حديث للصحافيين، مجيبا عن سؤال حول صحة الأخبار عن تهدئة في جنوب إدلب، «لا توجد تهدئة في مضمار مكافحة الإرهاب على الإطلاق».
من جهته، رفض المبعوث الأممي الخاص لشؤون سورية غير بيدرسن، البت في مسألة نقل جلسات اللجنة الدستورية التي عقدت جولتين لم تسفرا عن نتائج، إلى دمشق.
وقال للصحافيين: «هذا شأن السوريين». وذلك ردا على مطالبات تقدم بها رئيس ما يسمى بـ «منصة موسكو» قدري جميل، بنقل أعمال اللجنة الدستورية من جنيف إلى دمشق، مع استمرار عملها تحت رعاية الأمم المتحدة.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقدت 13 اجتماعا أحدها في مدينة سوتشي الروسية، ولم تسهم بأي تقدم في العملية السياسية.