تفاقمت معاناة النازحين السوريين الذين يقطنون مخيمات عشوائية لا تخضع في الغالب لأي إشراف من المنظمات الحقوقية والإنسانية وتعاني من شح المساعدات، في الشمال السوري لا سيما محافظة إدلب.
وليس سبب المعاناة هذه المرة القصف والغارات والعمليات العسكرية، إنما الطقس السيئ والأمطار الغزيرة والسيول التي أغرقت مئات الخيام وشردت آلاف المدنيين وأغلبهم أطفال ونساء.
وجراء استمرار سقوط الأمطار غرقت العشرات من المخيمات العشوائية شمالي إدلب، وبات المدنيون عراة حفاة تغطيهم السماء ويقتلهم البرد، وبعضهم يواصل النزوح من مكان الى آخر منذ سنوات، في ظل صمت دولي فاقم المأساة، وغياب شبه تام لمؤسسات الأمم المتحدة التي تعجز عن تأمين أبسط مستلزمات الحياة من مسكن مناسب لمئات آلاف المشردين.
وكان قدم فريق منسقو استجابة سورية يوم الأربعاء، انفوغرافيك لإحصائية توضح أوضاع مخيمات النازحين في الشمال السوري في ظل استمرار حركة النزوح للمنطقة، والأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها قاطنو المخيمات في ظل موجة المطر التي ضربت المنطقة.
وأوضحت الإحصائية أن عدد المخيمات في الشمال السوري بلغ 1153، في وقت بلغ عدد المخيمات العشوائية 242، وعدد النازحين ضمن المخيمات 962.392 نسمة، أما عدد النازحين ضمن المخيمات العشوائية 121.832 نسمة.
ولفت إلى أن الأضرار نتيجة الهطولات المطرية الأولى تسببت في أضرار في 13 مخيما تقطنها 2400 عائلة، أما الأضرار نتيجة الهطولات المطرية الثانية فقد طالت 29 مخيما تقطنها 3126 عائلة تضررت بذلك.
وقالت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» في تقرير لها، أمس الأول، إن قاطني المخيمات من السوريين «يقيمون في ظروف معيشية سيئة، ولا يحصلون على الحد الأدنى من الخدمات الأساسية كالمياه والحمامات وخدمات الرعاية الطبية، وسط شح في المساعدات وعدم انتظام وصولها إلى المخيمات».