قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس انه أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال اجتماع عقد بينهما أول من امس، ضرورة وقف الهجمات في محافظة إدلب بشمال غرب سورية فورا وضرورة التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
وقال جاويش أوغلو، الذي كان يتحدث في ألمانيا بعد مؤتمر ميونيخ للأمن، انه التقى مع نواب اميركيين خلال المؤتمر وأضاف أنه يجب على واشنطن العمل على تحسين العلاقات مع تركيا بأي حال وليس فقط بسبب التوتر بين تركيا وروسيا.
وتأتي تصريحات أوغلو بعد يوم من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده «ستتعامل» مع القوات الحكومية السورية في حال عدم انسحابها من منطقة إدلب قبل نهاية الشهر الجاري، لافتا إلى أن أنقرة ستكون سعيدة «إذا تمكنت من حل الأمر في إدلب بدعم أصدقائها، لكنها مستعدة لتحقيق المهمة بالطريقة الصعبة إذا اضطرت لذلك».
ميدانيا، كشفت تقارير متطابقة أن فصائل المعارضة السورية شنت أمس هجوما واسعا بدعم تركي، على مواقع قوات الحكومة السورية والميليشيات المساندة لها غرب حلب، وتمكنت من صد 4 محاولات تقدم للجيش السوري والميليشيات الموالية لروسيا، منذ ليلة اول من امس على جبهات «كفرسجنة وتل النار والركيا والشيخ دامس» جنوب إدلب.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش السوري الحر قوله «بدأت فصائل المعارضة هجوما واسعا على محاور بلدة كفر حلب وقرية ميزناز والفوج 46 بريف حلب الغربي»، مشيرا إلى أن معارك عنيفة اندلعت على أطراف قرية ميزناز بعد استهداف تجمع للقوات الحكومية بسيارتين مفخختين في ميزناز وكفر حلب قتل خلالها أكثر من 20 عنصرا من قوات النظام التي انسحبت لعدة نقاط بعد تفجير السيارة المفخخة في قرية ميزناز.
وأضاف القائد العسكري الذي طلب عدم ذكر اسمه: تقوم القوات الحكومية المدعومة بمقاتلين روس وإيرانيين بهجومين على محور بلدة عنجارة وقبتان الجبل وآخر باتجاه بلدة كفرحمرة لقطع بلدات حريتان وعندان بيانون عن مناطق سيطرة فصائل المعارضة.
وأوضح أن الطائرات الحربية الروسية نفذت سبع غارات على بلدات كفرحمرة وحريتان وعندان.
وأوضح القائد العسكري أن القوات الحكومية فتحت جبهة على محاور بلدات وقرى دامس والركايا وكفر سجنة وتل النار شمال غرب غرب مدينة خان شيخون في ريف ادلب الجنوبي، ودارت معارك عنيفة جدا في تلك المنطقة دمرت خلالها فصائل المعارضة عدة آليات، مشيرا إلى أن الطائرات الروسية والسورية شنت أكثر من تسع غارات على بلدة كفر سجنة وتل النار.
وقالت مصادر عسكرية معارضة ان قوات النظام وروسيا وإيران، اقتربت من تطويق بلدات ريف حلب الشمالي، بعد السيطرة على عدة بلدات ومواقع استراتيجية في المنطقة، من شأنها قطع الإمداد على المنطقة، لافتا إلى إخلائها من المدنيين خلال الأيام الماضية.
ونقلت المصادر بحسب شبكة «شام» ان القوات المهاجمة «روسيا وإيران والنظام» واصلت تقدمها على حساب الفصائل بريف حلب الغربي والشمالي، رغم المعارك العنيفة التي تشهدها المنطقة، وذلك تحت غطاء ناري مكثف، أتاح لها السيطرة على مناطق غرب حلب والاقتراب من حصار شمالها.
في سياق آخر، اتهمت ما تعرف بـ «الإدارة الذاتية» التي اعلنها الأكراد من طرف واحد في شمال شرق سورية، نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بـ «عرقلة جهود الحوار الوطني».
وانتقدت «الإدارة» الكردية، في بيان، تأكيد المقداد أن حكومة دمشق ترفض فكرة وجود أي إدارة ذاتية كردية في البلاد، مشددا على وحدة أراضي سورية بالكامل.
وجاء في بيان لها: في الوقت الذي أكدت الإدارة الذاتية على جاهزيتها من أجل الحوار مع النظام وبعض اللقاءات التي تمت بغية تحقيق تقدم في هذا الإطار، نجد أن هناك أصواتا تتعالى من داخل النظام لتتحدث بذات العقلية والنهج الذي كان سببا في تأزيم وتعقد الأمور في سورية. كما ظهر في آخر تعليق من فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري.