تطورت المواجهات بين الحليفين روسيا وتركيا والاطراف التي يدعمها كل منهما في شمال غرب سورية بشكل دراماتيكي أمس بعد يوم من توجيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الانذار الاخير للجيش السوري للتراجع الى الخطوط التي حددها اتفاق سوتشي مع موسكو، فقد شنت فصائل المعارضة السورية مدعومة من الجيش التركي هجوما على عدة محاور ضد قوات الحكومة السورية المدعومة من قبل روسيا في ريف ادلب، تمحورت حول بلدة النيرب بريف ادلب، وردت عليه قوات الحكومة والقوات الروسية بقصف وغارات مضادة اسفرت عن مقتل واصابة جنود اتراك. وتضاربت المعلومات حول السيطرة عليها.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس مقتل اثنين من جنودها وإصابة 5 آخرين في قصف جوي استهدف قواتها في إدلب السورية. وحملت الحكومة السورية المسؤولية عن ذلك. وأكدت الوزارة مقتل أكثر من 50 من قوات الحكومة السورية، وأشارت وزارة الدفاع التركية، في بيان نقلته وكالة أنباء الأناضول التركية، إلى أن القوات التركية تمكنت من تدمير 5 دبابات وناقلتي جنود وعربة «بيك آب» مزودة بسلاح رشاش تابعة للقوات السورية. في السياق، نقلت وكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) عن القائد العسكري في الجيش السوري الحر العميد فاتح حسون قوله «مشطت فصائل المعارضة والجيش التركي بلدة النيرب بشكل كامل بعد سيطرتها على البلدة وانسحاب القوات الحكومية باتجاه مدينة سراقب».
وأضاف «انسحبت القوات الحكومية بشكل كامل إلى داخل مدينة سراقب» التي تبعد 10 كلم عن النيرب.
وبين القائد العسكري أن «فصائل المعارضة والجيش التركي لن يتقدما حاليا باتجاه مدينة سراقب»، واصفا العملية امس بأنها «محدودة» للسيطرة على بلدة النيرب وربما يكون هناك أكثر من هجوم على محاور أخرى. وكان حسون قال لـ «د.ب.أ»: «سيطرت قواتنا على بلدة النيرب بعد تقدم المئات من مقاتلينا معززين براجمات صواريخ ومدفعية وعشرات الدبابات، وسط قصف مكثف على مواقع القوات الحكومية السورية التي تركت مواقعها وانسحبت باتجاه مدينة سراقب». لكن مصادر قالت إن قوات النظام عادت إلى البلدة بعد انسحاب فصائل المعارضة والجيش التركي.
وكانت المعارضة وضعت مقاتليها في محافظات ادلب وحلب وحماة في حالة جاهزية كاملة استعدادا لبدء معركة ضد القوات الحكومية السورية.
وقال حسون «فصائل الجيش الوطني والجبهة الوطنية رفعت الجاهزية استعدادا للمعركة المرتقبة وعلى كل الجبهات، مع اقتراب المهلة التي حددتها تركيا لانسحاب القوات الحكومية من مناطق سيطرت عليها مؤخرا في ريف حلب الجنوبي والغربي وادلب وحماة وفق اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا».
وكان الرئيس التركي قال اول من امس ان «انطلاق عملية إدلب بات مسألة وقت». وشدد على ان هذا هو الانذار الاخير لقوات النظام للتراجع عن المواقع التي تقدمت اليها.
في المقابل، دعا ما يعرف بـ «مركز المصالحة الروسي» التابع لوزارة الدفاع الروسية في سورية، الجانب التركي على إيقاف دعمه للمعارضة وتزويدها بالأسلحة.
ونقلت وكالات انباء روسية عن المركز قوله: نشير إلى حقيقة أن هذه ليست أول حالة لدعم المسلحين من قبل القوات المسلحة التركية، ونحث الجانب التركي للحد من الحوادث، والتوقف عن دعم أعمال الإرهابيين ونقل الأسلحة إليهم. وأكد أن «المسلحين المدعومين من تركيا قاموا باختراق دفاعات الجيش السوري بغطاء من المدفعية التركية». واعلن أن مقاتلات «سو 24» الروسية دمرت دبابة و6 مدرعات و5 عربات رباعية الدفع في المنطقة. وأضاف مركز المصالحة في سورية (التابع لوزارة الدفاع الروسية) في بيان، أن الغارات الروسية مكنت قوات الجيش السوري من صد هجمات للمسلحين بنجاح في المنطقة، مشيرة إلى أن القوات الجوية الروسية دمرت آليات تابعة للمسلحين مزودة بأعيرة ثقيلة. وأوضح المركز أن المعارضة شنت «عددا من الهجمات المكثفة باستخدام أعداد كبيرة من المدرعات على وحدات الجيش العربي السوري باتجاه محور قميناز ـ النيرب». من جانبه، قال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية لـ «د.ب.أ» ان «مواقع الجيش السوري في مدينة سراقب وبلدة النيرب تعرضت لقصف عنيف جدا براجمات الصواريخ والمدفعية».
وقال مصدر في الدفاع المدني التابع للمعارضة السورية لـ «د.ب.أ» ان «الطيران الحربي السوري شن (امس) غارات على مدينة اريحا وبلدات سرمين وبلدة قميناس شرق إدلب أصيب خلالها أكثر من سبعة اشخاص».