رغم إعلان الكرملين تأييده عقد القمة الرباعية التي دعا اليها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع فرنسا وألمانيا حول إدلب، لم يتغير شيء على الأرض واستمر تصعيد القوات السورية بدعم روسي في المنطقة التي تشهد أسوأ موجة نزوح منذ بداية الحرب السورية.
وشنت طائرات روسية غارات مكثفة ترافقت مع قصف مدفعي وبراجمات الصواريخ من قبل قوات حكومة دمشق على بلدات جبل الزاوية، تزامنا مع دخول قوات تركية جديدة للمنطقة.
وطال القصف طريق عبور القوات التركية في محاولة لإعاقة تحركاتها، بحسب شبكة «شام» الإخبارية.
وطال القصف قرى وبلدات الفطيرة وجوزف واحسم والبارة وكنصفرة بجبل الزاوية، بحسب موقع «عنب بلدي»، الذي أعلن تصدي فصائل المعارضة المسلحة لمحاولة تقدم للقوات السورية على قريتي الشيخ دامس وتل النار في أطراف المنطقة الجنوبية للجبل.
وأفاد ناشطون باستهداف الغارات كذلك محيط نقطة المراقبة التركية في شير مغار بريف حماة الشمالي. وإصابة عدد من الجنود الأتراك.
من جهته، شكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الروسية المتواجدة في سورية التي «تمكنت من القضاء على مجموعات إرهابية مجهزة بشكل جيد، وبالتالي وضعوا حدا لمخاطر كبيرة كانت تهدد روسيا على المدى البعيد».
وكانت روسيا نفت مرار وجود قوات لها على الارض وقالت ان لديها مستشارين عسكريين.
وأضاف بوتين في حفل موسيقي أقيم بمناسبة «عيد حماة الوطن» في روسيا الاتحادية: «اليوم، أصبح أمن روسيا في أيد أمينة».
وأضاف: «ضباطنا وجنودنا مستمرون بثبات، وعلى مستوى جديد، في تطوير مهاراتهم العسكرية من خلال التزامهم بتنفيذ التدريبات القتالية والإستراتيجية».
وأشار الرئيس الروسي إلى أنهم أكدوا احترافيتهم وفعاليتهم القتالية بكل ثقة، وثباتهم في تقديم أفضل ما لديهم خلال مهمتهم في سورية، مؤكدا في ذلك قوله: «لقد دمروا مجموعات إرهابية كبيرة ومجهزة جيدا، ومنعوا تهديدات كبيرة كانت تشكل خطرا كبيرا لبلدنا على المدى البعيد، وساعدوا السوريين في الحفاظ على سيادة بلادهم وأمنهم».
وشكر بوتين مرة أخرى جميع القوات المشاركة بالأعمال العسكرية في سورية، على خدمتهم.
سياسيا، وعقب اعلان اردوغان ان بلاده ستستضيف في الخامس من مارس المقبل قمة رباعية مع قادة كل من روسيا وفرنسا وألمانيا لبحث الأوضاع في محافظة ادلب، قال دميتري بيسكوف المتحدث الصحافي باسم «الكرملين»، إن الرئيس الروسي يؤيد عقد القمة الرباعية حول سورية بمشاركة روسيا وفرنسا وألمانيا وتركيا.
وأضاف بيسكوف أن المباحثات بشأن تاريخ عقد هذه القمة الرباعية مستمرة، وستعقد بعد تنسيق جدول أعمال الرؤساء الأربعة.
ونقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء عن اردوغان قوله في كلمة خلال زيارة لبلدية برغاما بمدينة أزمير غرب تركيا أمس الأول «سنلتقي مجددا في مارس المقبل لبحث هذه القضية».
وأضاف ان تركيا حددت خارطة الطريق التي ستتبعها في ادلب على ضوء الاتصالات التي جرت مع بوتين ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، معتبرا ان «قضية إدلب مهمة بقدر أهمية مدينة عفرين ومنطقة نبع السلام».