اتفق الحليفان اللدودان التركي والروسي على أنه لا اتفاق على وقف إطلاق النار في ادلب ولا على اجتماع قمة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب اردوغان، ولا على القمة الرباعية التي كانت تسعى أنقرة إلى عقدها في 5 مارس المقبل، فيما تبدلت خريطة سيطرة كل من قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا وقوات الحكومة المدعومة من روسيا في المنطقة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رفض بلاده الدعوات الى وقف الهجوم السوري المدعوم من موسكو في محافظة إدلب التي تأوي أكثر من 3 ملايين مدني في محافظة ادلب ومحيطها. وبرر لافروف الرفض بأن ذلك سيكون بمنزلة «استسلام» لمن وصفهم بـ «الإرهابيين».
وصرح أمام مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة في جنيف بأن وقف الهجوم لن يكون «مراعاة لحقوق الإنسان، بل إنه استسلام للإرهابيين بل ومكافأة لهم على أفعالهم».
من جهته، نفى الكرملين وجود اتصالات مع الجانب التركي من أجل عقد لقاء ثنائي بين أردوغان وبوتين. وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف، إنه لا توجد الآن اتصالات بين بوتين وأردوغان حول عقد لقاء ثنائي، لكن جار الاتفاق على لقاء بصيغة متعددة الأطراف حول سورية.
وأوضح بيسكوف في تصريح صحافي، أن «الحديث لا يدور عن اتصالات ثنائية، ندرس إمكانية عقد اجتماع متعدد الأطراف، والآن نقوم بتنسيق جداول أعمال الرؤساء»، مؤكدا أن روسيا لا تبحث حاليا سوى عقد قمة بشأن إدلب مع إيران وتركيا، في إشارة الى تصريحات أردوغان حول عقد قمة رباعية فرنسية - ألمانية - روسية - تركية في الخامس من مارس المقبل.
بدوره، أكد أردوغان أنه لا يوجد اتفاق كامل على عقد القمة الرباعية المقترحة في الخامس من مارس، لكنه قد يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك اليوم.
وهذا الامر نفاه ايضا بيسكوف، وقال، بحسب وكالة «ريا نوفوستي» الروسية، إنه لا توجد اتصالات بين بوتين وأردوغان حول عقد لقاء ثنائي.
وذكر أردوغان في مؤتمر صحافي بأنقرة أمس، قبل مغادرته لبدء زيارة لأذربيجان أن من المقرر وصول وفد روسي إلى تركيا اليوم الأربعاء لبحث الوضع في إدلب.
وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن قد طالب حلف شمال الأطلسي «الناتو» بالتدخل للسيطرة على الوضع في محافظة إدلب، في وقت يقتصر دعم الناتو إعلاميا دون إبداء أي موقف حازم تجاه تأزم الوضع الإنساني والعسكري هناك.
وقال قالن في مقابلة مع شبكة CNNالأمريكية: إننا «لم نصل إلى هنا بعد، لكننا نتحدث مع حلفائنا في الناتو ونؤمن بأن حلفاءنا الغربيين بمن فيهم الناتو يجب عليهم وهم يستطيعون أن يلعبوا دورا مهما وأكثر تأثيرا لاحتواء الوضع في إدلب».
ميدانيا، تبادل النظام والمعارضة السيطرة على الأرض في المعارك المحتدمة في ريف ادلب لاسيما منطقة جبل الزاوية. ومع تقدم الجيش السوري، والميليشيات الموالية، وسيطرته على عدة قرى، استعادت المعارضة السورية السيطرة على مدينة النيرب الاستراتيجية بريف ادلب. وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري السيطرة على قريتي معرتماتر ومعرتصين بريف إدلب الجنوبي، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السورية، وسط غضب تركي من تقدم الجيش السوري هناك.
وتابعت قوات الجيش السوري تقدمها في ريف إدلب الجنوبي بعد أن سيطرت على تل النار و8 قرى عقب معارك مع المعارضة.
وتعرضت عدة نقاط ومواقع تمركز للقوات التركية في المنطقة لاستهداف مباشر من المدفعية والطائرات الحربية السورية والروسية.
وقالت مصادر محلية من ريف إدلب، إنها رصدت قصفا جويا من طيران حربي روسي على مواقع القوات التركية في مطار تفتناز العسكري، في حين تعرضت نقطة حديثة للقوات التركية في قرية شنان بجبل الزاوية لاستهداف مكثف من المدفعية السورية خلف أضرارا بالآليات، بحسب شبكة «شام».
في المقابل، قتل تسعة عناصر من قوات النظام السوري بقصف تركي في يوم دام سجل فيه سقوط 94 قتيلا في صفوف طرفي القتال بإدلب، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح أن أربعة عناصر من قوات الجيش السوري قتلوا قرب بلدة النيرب، فيما قتل خمسة آخرون قرب مدينة السراقب، قبل أن تعلن المعارضة السيطرة التامة على بلدة النيرب.
ونقلت «رويترز» عن مسؤولين أتراك ومتحدث باسم المعارضة السورية أمس، ان فصائل المعارضة سيطرت على بلدة النيرب بدعم تركي، وهي أول منطقة تستعيدها من القوات الحكومية السورية مع اقتراب انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي لها للانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها أخيرا بنهاية فبراير.
وقال الرائد يوسف حمود المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا لرويترز «بمساعدة أصدقائنا الأتراك.. أبطال الجيش الوطني السوري يستعيدون السيطرة على بلدة النيرب الاستراتيجية بوابة مدينة سراقب شرقي إدلب بعد دحر الميليشيات الروسية منها».
وقال مسؤول أمني تركي إن الهدف التالي هو السيطرة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي يلتقي عندها الطريق السريع الرئيسي حلب - دمشق الواصل بين الشمال والجنوب والمعروف بـ «ام 5».
وقال المسؤول التركي لرويترز «هذا (السيطرة على سراقب) سيحدث قريبا. تكبد النظام خسائر جسيمة في الاشتباكات. أيضا تم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة».
وقال إنه لم يحدث اشتباك بين القوات التركية والقوات الروسية خلال التقدم الذي حدث أمس الأول إلى النيرب كما لم يسقط أي قتلى في صفوف القوات التركية.