قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا تعتزم «طرد قوات الحكومة السورية إلى ما وراء مواقع المراقبة العسكرية التركية والحدود التي وضعناها» في منطقة إدلب وريفها بنهاية فبراير.
وقال في كلمة أمام أعضاء البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم إنه يأمل حل مسألة استخدام المجال الجوي في إدلب قريبا، متعهدا بعدم التراجع «قيد أنملة، وسنعمل على عودة النازحين إلى منازلهم».
وأضاف أردوغان: «المهلة التي منحناها للنظام من أجل وقف هجماته على إدلب والانسحاب لحدود اتفاق سوتشي تقترب من نهايتها. نعتزم تحرير مواقع المراقبة التابعة لنا من حصار القوات الحكومية السورية بحلول نهاية هذا الشهر بطريقة أو بأخرى».
وحدد أردوغان المشكلة التي تعترض تركيا في إدلب، وهي استخدام المجال الجوي الذي تتحكم فيه روسيا، قائلا: «مشكلتنا الكبرى أنه لا يمكن أن نستخدم المجال الجوي، وقريبا سنجد حلا».
وسعت تركيا مرارا لفتح المجال الجوي فوق إدلب أمام طائراتها، ودعا أردوغان بوتين في فبراير 2019 إلى فتح المجال الجوي أمام الطائرات التركية فوق إدلب من أجل معركة شرق الفرات ومنبج.
وأشار أردوغان إلى أن أنقرة تعمل في القنوات الديبلوماسية مع روسيا حتى آخر لحظة، لافتا إلى أن تركيا «صاحبة الأرض ولن تتراجع أي خطوة إلى الوراء».
ولحل هذه المشكلة، قال أردوغان قوله إن الولايات المتحدة لم تقدم بعد دعما لتركيا في منطقة إدلب وانه سيحتاج إلى التحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول هذه المسألة مرة أخرى.
وأوضح في حديثه إلى الصحافيين أثناء رحلة العودة من أذربيجان انه تم إبلاغه بأن واشنطن ليس لديها أي أنظمة دفاعية من طراز باتريوت لتزويد أنقرة بها في الوقت الحالي.
وتزامنت تصريحات أردوغان مع وصول وفد روسي إلى تركيا لإجراء جولة مفاوضات جديدة بعد 3 جولات سابقة لم ينتج عنها أي اتفاق.
ويأتي ذلك في ظل تقدم جديد لقوات النظام السوري في ريف إدلب الجنوبي وسيطرتها على مدينة كفرنبل الاستراتيجية التي تعتبر بوابة جبل الزاوية، إلى جانب عدد من المدن والبلدات، مقابل تقدم لقوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا على محور النيرب - سراقب.
وسيطر الجيش السوري بغطاء جوي من الطائرات الروسية على عدد من القرى والبلدات أهمها بلدة «كفرنبل»، التي كانت رمزا من رموز المدن المناهضة للنظام وعرفت برسوم الكاريكاتور التي تناقلتها كبريات الصحف العالمية، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان ومتحدث باسم الجيش السوري.
وقال المرصد إن الهدف المباشر للقوات الحكومية هو الوصول إلى بلدة كفر عويد التي ستجبر السيطرة عليها مقاتلي المعارضة على الانسحاب من قطاع أكبر من الأراضي منها آخر موطئ قدم لهم في محافظة حماه.
ووصف الجيش السوري الأراضي التي سيطر عليها بأنها مفارق طرق بين مناطق تسيطر عليها المعارضة.
في المقابل، تمكنت فصائل المعارضة بدعم من القوات التركية، من استعادة السيطرة على قريتي مجارز والصالحية شمال غرب مدينة سراقب، بعد معارك عنيفة استمرت لساعات.
وتقترب الفصائل بذلك أكثر من مدينة سراقب من الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية، بعد استعادة السيطرة على بلدة النيرب وقرية سان والصالحية ومجارز وقرية مغارة عليا، وفي وقت باتت سراقب تحت مرمى نيران المعارضة وكذلك الاوتستراد الدولي دمشق - حلب المسمى بـ «ام5»، الذي احتفلت وسائل الإعلام السورية والروسية بالسيطرة عليه بعد شهرين من العمليات العسكرية.