على بعد يومين من انتهاء المهلة التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للقوات السورية للتراجع عن المواقع التي تقدمت إليها في محافظة إدلب بدعم روسي، أعلنت فصائل المعارضة السورية استعادة مدينة سراقب الاستراتيجية بدعم من الجيش التركي، كما تمكنت من قطع الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق والمعروف بـ «ام5»، وهو ما يمثل أول انتكاسة كبرى للجيش السوري في الهجوم المدعوم من موسكو الذي بدأ قبل أشهر.
وأعلن أردوغان عن مقتل 3 جنود من الجيش التركي في معارك إدلب، مؤكدا أن الخسائر في صفوف الجيش السوري أكبر.
وأشار إلى أن الأحداث باتت تسير لصالح تركيا، لافتا إلى أن الجيش السوري لن يصمد من دون دعم روسيا وإيران والمنظمات الإرهابية.
وقال في كلمة ألقاها بالأكاديمية السياسية لحزب العدالة والتنمية في أنقرة: «قتل 3 جنود أتراك في إدلب لكن خسائر النظام أكبر، والأحداث في إدلب باتت تسير لصالحنا».
وفي التطورات الميدانية، خاضت الفصائل معارك عنيفة مع قوات الحكومة والميليشيات الموالية لها بدعم روسي كثيف في محاولة لاستعادتها، وقال مسؤول تركي لـ «رويترز»: ان قوات الحكومة شنت هجوما معاكسا لاستعادة المدينة وسط اشتباكات عنيفة وقعت في المنطقة.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة المعارضة على سراقب بدعم تركي، وتحدث أيضا عن معارك عنيفة على أطرافها ترافقت مع غارات كثيفة شنتها طائرات روسية.
ونقلت «رويترز» عن إبراهيم الإدلبي، وهو شخصية من المعارضة على اتصال مع الفصائل المقاتلة، ان السيطرة على البلدة تخفف الضغط على مقاتلي المعارضة الذين فقدوا في الأيام الأخيرة سلسلة من الأراضي المهمة في ريف إدلب الجنوبي وجبل الزاوية، وقال «أكملت فصائل الثوار سيطرتها على سراقب بعد تقدمها على عدة محاور. هذا يخفف من وطأة تقدم قوات» الحكومة.
وتأتي استعادة الفصائل للمدينة الواقعة في ريف إدلب الشرقي بعد ثلاثة أسابيع من سيطرة قوات الجيش السوري عليها في إطار هجوم واسع تشنه بدعم روسي منذ مطلع ديسمبر.
وبسيطرتها على سراقب تمكنت الفصائل من قطع الطريق الرئيس الذي يصل شمال سورية بجنوبها.
وكانت الحكومة السورية وروسيا تعولان عليه لانتعاش الاقتصاد.
وقال العميد الركن أحمد رحال المنشق على الجيش السوري، إن المعارضة قطعت الآن الطرق السريعة، وأرجعت القوات الحكومية الى المربع رقم واحد، وهو ما أكدته وسائل اعلام سورية موالية للحكومة قالت انه تم اغلاق الطريق بسبب المعارك حول سراقب.
ولا تكمن أهمية سراقب في موقعها على طريق «إم 5» فحسب، بل كونها تشكل نقطة التقاء لهذا الطريق مع طريق دولي آخر يعرف باسم «إم 4» ويربط محافظتي حلب وإدلب باللاذقية غربا.
في المقابل، نفت المصادر الروسية والسورية السيطرة على سراقب، وتحدثت وكالة الأنباء السورية (سانا) من جهتها عن وقوع اشتباكات عنيفة بين وحدات الجيش السوري والمجموعات المعارضة، وقالت ان وحدات من الجيش السوري تصدت للمجموعات المهاجمة على محور سراقب الغربي و«كبدتهم خسائر فادحة في الأفراد والعتاد».
وذكرت أن الفصائل المعارضة زجت «بعشرات الانغماسيين والانتحاريين والعربات المفخخة» على أطراف المدينة الغربية «مع إسناد ناري كثيف من قوات النظام التركي».
كما نقلت وكالات أنباء روسية نقلت عن مصدر عسكري روسي نفيه هذا قائلا إن قوات الحكومة السورية صدت بنجاح هجوما للمعارضة على المدينة.
إلا أن فصائل المعارضة عادت وأعلنت التقدم في محيط مدينة سراقب، وقالت مصادر عسكرية إنها تمكنت بعد معارك السيطرة على سراقب من اكمال التقدم على محاور «الترنبة وداديخ» في الأطراف الجنوبية للمدينة، والواقعة غرب الطريق الدولي مباشرة، لتتمكن من السيطرة عليها بشكل كامل، بحسب شبكة «شام».
وكشف مصدر من المعارضة السورية بحسب موقع «عربي 21»، أن الفصائل والقوات التركية تمكنت من فك حصار جميع نقاط المراقبة التركية الأربع في مدينة سراقب، لكنه لفت إلى أن روسيا شنت غارات عنيفة جدا على جميع مناطق سراقب، وكذلك الطيران الحربي للنظام السوري.
وأكدت «شام» ان النقاط التركية هي «نقطة معمل السيرومات شمال جسر سراقب، ونقطة كازية الكناص شرق مدينة سراقب، ونقطة معمل حميشو غرب مدينة سراقب»، فك الحصار المفروض عنها، وتم العمل لفك الحصار عن النقطة الرابعة وهي «نقطة الصوامع مرديخ جنوب مدينة سراقب».
بموازاة ذلك، ذكر المرصد السوري أن قوات الحكومة سيطرت على نحو60 بلدة وقرية في ريف إدلب الجنوبي وفي محافظة حماة المجاورة في الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت المعارضة ان قتالا عنيفا لايزال يدور في منطقة سيطر عليها الجيش، المدعوم بمقاتلين إيرانيين، في تقدم جديد قال المرصد إنه أتاح للقوات الموالية للحكومة السيطرة على جنوب إدلب بأكمله.
وأعلنت مصادر ان فصائل المعارضة شنت هجوما مضادا.
وأكد المرصد استهداف طائرات حربية لنقطة تركية في منطقة مليار بجبل الزاوية في الريف الإدلبي، الأمر الذي أدى الى سقوط جرحى في صفوف الجنود الأتراك ومعلومات عن مقتل عدد منهم.