طالبت الأمم المتحدة الحكومات المانحة، خلال مؤتمر عبر الإنترنت أمس، بتقديم مساعدات بنحو عشرة مليارات دولار لسورية، حيث شردت الحرب المستعرة منذ نحو 10 سنوات، الملايين في أسوأ أزمة إنسانية تفاقمت بسبب مرض «كوفيد ـ 19» وارتفاع أسعار الغذاء.
لكن سرعان ما خفض مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مارك لوكوك، توقعات المنظمة الدولية إلى جمع 5.5 مليارات دولار لتغطية جزء من حاجات اللاجئين السوريين.
وقال في مؤتمر صحافي إن الحاجات المالية قدرت بعشرة مليارات دولار «لكن إذا حصلنا على 5.5 مليارات دولار فلن تكون نتيجة سيئة».
وأعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يشارك في تنظيم المؤتمر، أن مؤسسات الاتحاد وعدت بـ «2.3 مليار يورو لهذا العام والعام المقبل». وشاركت نحو 80 حكومة ووكالة غير حكومية عبر الفيديو في مؤتمر المانحين.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسورية غير بيدرسن «يعاني رجال ونساء وأطفال سوريون من الإصابات والتشريد والدمار والرعب.. على نطاق واسع».
ويقول الاتحاد الأوروبي إن إعادة إعمار المدن المدمرة سيتكلف مليارات إضافية من الدولارات ولا يمكن أن يبدأ قبل أن تدعم القوى المنخرطة في الحرب انتقالا سلميا من حكم الرئيس بشار الأسد.
وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خلال المؤتمر «يجب أن نفعل المزيد لإنهاء معاناة الشعب السوري. نريد أولا وقبل كل شيء حلا سياسيا للأزمة».
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنها تحتاج حاليا الى 575 مليون دولار لمواصلة تقديم مساعدات حيوية للأطفال السوريين منها نحو 241 مليون للتعليم.
ووفقا لـ«يونيسف» هناك 2.8 مليون طفل سوري لا يرتادون المدرسة.
من جهتها، أكدت السعودية أن موقفها من الأزمة السورية واضح وجلي، وأن الحل السياسي هو الحل الوحيد لها، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ومسار جنيف 1، مشيرة إلى أن إيران ما زالت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل سورية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، خلال مشاركته، ان مؤتمر بروكسل الرابع حول دعم مستقبل سورية والمنطقة يأتى بعد مرور 10 سنوات على اندلاع الأزمة في سورية، دون التوصل إلى حل ووقف المأساة الإنسانية فيها، والتي تسببت في تداعيات خطيرة على الشعب السوري، وعلى أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وشدد وزير الخارجية السعودى على أن إيران ما زالت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل سورية وهويتها، قائلا «اذا كان هناك لبعض الأطراف الدولية مصالح، فإن لإيران مشروعا إقليميا خطيرا للهيمنة باستخدام المليشيات الطائفية واستثارة الحروب الأهلية المدمرة للشعوب والأوطان».
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم مساعدات إنسانية اضافية تتجاوز قيمتها 696 مليون دولار للشعب السوري.