بعد نجاح روسيا في خفض المنافذ الحدودية التي تدخل عبرها مساعدات الأمم المتحدة للنازحين السوريين، حذرت وكالات إغاثة من ان قرار مجلس الأمن الذي توصل اليه الأعضاء الـ 15، سيؤدي إلى فقدان أرواح ويزيد من معاناة 1.3 مليون سوري يعيشون في شمال غرب سورية.
وقالت وكالات الإغاثة العاملة في سورية في بيان مشترك «ستزداد في شمال غرب سورية، حيث تم إغلاق شريان حيوي عبر الحدود، صعوبة الوصول إلى ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص يعتمدون على الغذاء والدواء الذي تقدمه الأمم المتحدة عبر الحدود».
وأضاف البيان «لن يتلقى كثيرون الآن المساعدة التي يحتاجون إليها. ستهدر أرواح. وستزداد المعاناة». وأضاف البيان «هذه ضربة مدمرة مع تأكيد أول حالة إصابة بكوفيد-19 في إدلب المنطقة التي ضعفت بنيتها التحتية في مجال الصحة بشكل كبير».
وفي بيان منفصل، قالت منظمة أطباء لحقوق الإنسان إن قرار مجلس الأمن أغلق «الطرق المباشرة أمام مئات الآلاف من النازحين السوريين الذين هم في أمس الحاجة للغذاء والدواء».
وقال لويس شاربونو مدير شؤون الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش «أذعن أعضاء المجلس ومنحوا موسكو ما تريده أي تخفيض آخر كبير في المساعدات الموجهة عبر الحدود إلى السوريين البائسين الذين يعتمدون عليها من أجل البقاء على قيد الحياة».
يأتي ذلك بعد ان انتهت المعركة المستمرة منذ أسابيع برضوخ أعضاء مجلس الأمن للضغوط الروسية التي عرقلت بالفيتو عدة قرارات سابقة، على مبدأ المثل القائل «الرمد افضل من العمى»
وبعد 5 محاولات وافق مجلس الأمن الدولي على دخول المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر معبر تركي واحد، بعد ان كانت 4، وذلك غداة انقضاء أجل عملية إنسانية استمرت ستة أعوام بتفويض من الأمم المتحدة ما سيؤثر على ملايين المدنيين السوريين.
وتصف المنظمة الدولية المساعدات المنقولة من تركيا بأنها «شريان حياة» للسوريين في شمال غرب البلاد.
وضغطت روسيا والصين لتقليص عدد المعابر إلى معبر واحد، بحجة أنه يمكن وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سورية عبر حكومة دمشق التي فر النازحون من هجومها الأخير على ريف ادلب.
وطلب السفير الألماني في الأمم المتحدة كريستوف هيوسجن من نظيريه الروسي والصيني أن ينقلا لحكومتي بلديهما سؤاله وهو «كيف لأولئك الناس الذين أعطوا تعليمات بتقليص المساعدات عن 500 ألف طفل.. النظر في المرآة غدا؟».
وضغطت روسيا أيضا لتقصير تجديد مدة التفويض لستة أشهر فقط. وأجاز القرار، الذي أعدته ألمانيا وبلجيكا، استخدام معبر واحد لمدة عام كحل وسط.
وصوت 12 بلدا بتأييد مشروع القرار وامتنعت جمهورية الدومينيكان عن التصويت أيضا. وجاء التصويت الناجح بعد محاولتي تصويت فاشلتين على مقترحين روسيين وتصويتين آخرين أعدتهما ألمانيا وبلجيكا واستخدمت روسيا والصين حق النقض ضدهما.
وقالت ألمانيا وبلجيكا في بيان مشترك عقب التصويت «معبر حدودي واحد غير كاف لكن عدم وجود أي معبر سيثير القلق بشأن مصير المنطقة برمتها» ويقطنها نحو 4 ملايين مدني.
وعندما أقر مجلس الأمن عملية نقل المساعدات عبر الحدود لأول مرة في عام 2014 كانت تتضمن أيضا الدخول من الأردن والعراق. وتوقف نقل المساعدات عبر الأردن والعراق في يناير بسبب الفيتو الروسي والصيني.