- هبة حمادة كاتبة عربية مؤثِّرة والعمل بصحبتها متعة
- أنا مع المنصات الرقمية ما دامت تمثل الجديد المناسب للناس
- أمي شكّت بأنهم وضعوا لي مخدراً في البقلاوة بسبب أدائي!
- «رحلة إلى الجحيم» بمنزلة ابني ومن الأعمال التي تعبنا عليها
- لدي وسواس نحو الأفضل مهما كانت حبكة وجودة ما أقدمه
- رفضت «طارق شخشيخة» في البداية ولا أرضى بأنصاف الحلول
حوار - ياسر العيلة
يمكن القول بأن النجم الكويتي علي كاكولي حجز لنفسه مكانا بين نجوم الوطن العربي وليس الخليج فقط، بما يملكه من كاريزما وموهبة، فهو بما يتاح له من فرص وبطولات مطلقة في المسلسلات التلفزيونية يلعب بربع موهبته وبكل ما يملكه من قدرات وأداء.
وفي مسلسل «دفعة بيروت» الذي يعرض حاليا عبر منصة «شاهد Vip»، قدم كاكولي للجمهور من المشرق الى المغرب ممثلا من العيار الثقيل، يعرف كيف تُبنى الشخصية بتصاعد يحبس الأنفاس من دون أن يتعب المشاهد بأي نوع من التصنع أو المبالغة الأدائية، انسجاماً مع ما يحققه من قبول جماهيري، وخطف صريح لقلوب محبيه الذين باتوا ينتظرون حضوره التلفزيوني بلهفة معلنة.
«الأنباء» حاورت كاكولي عن «دفعة بيروت» وتفاصيل الشخصية التي يقدمها، بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة التفاصيل، في اللقاء التالي:
كيف تقرأ النجاحات التي حققها مسلسل «دفعة بيروت» وتحقيقه مراكز أولى في أكثر من دولة؟
٭ سعيد جدا بهذا النجاح، فهو ثمرة جهد وتعب وسهر جاد لدراسة الشخصية بشكل مستفيض، كذلك مجهود كل فريق العمل، والذين تجردوا من كل سبل الراحة للتماهي مع التجربة، وأعطوا من روحهم وأنفسهم ووقتهم، فكل منهم منوط بشخصية، وحامل الشخصية كحامل الهم، لا يلقيه من فوق ظهره حتى موعد آخر يوم تصوير، وهو بمنزلة صافرة النهاية، والهم الثاني عند عرض العمل وانتظار ثمرة التعب وهو النجاح، ولكل مجتهد نصيب.
مع الجديد
متى استشعرت بأن المسلسل حقق الصدى المنشود، خاصة أنه عرض عبر منصة رقمية؟
٭ بالنسبة لعرض المسلسل عبر منصة رقمية فأنا مع الجديد دائما، فهو توجه جديد ومهم ويتلاءم مع توجه الناس حاليا، أما عن استشعاري بنجاح العمل فالأمر تجلى لي وظهر في الحلقتين 27 و28، وكنت أتوقع هذا النجاح، فرد الفعل منذ بداية العرض كان مبشرا، لكن مع تنامي تصاعد الشخصية، ووصولها إلى ذروة الأحداث والتغيير الذي حدث كان في الحلقتين اللتين أشرت إليهما، وأعتقد أنهما ساهمتا بشكل كبير في نجاح العمل.
كيف استقبلت شخصية «طارق شخشيخة» على الورق؟ وماذا يعني مسمى «شخشيخة»؟
٭ مسمى «شخشيخة» يعني «معهم معهم عليهم عليهم»، أي ليس هناك مبدأ، ولقد شاهدناه كيف كان فظا وصداميا ومتعجرفا في بداية العمل، ثم تغير الأمر بعد انضمامه إلى الحزب، ولأنه بالفعل «شخشيخة» تنازل عن مبادئه وأخلاقه، وعندما رأى الأموال كثرت معه انسلخ أكثر عن إنسانيته حتى وصل إلى الصحوة، وتلك الشخصية كنت قد رفضتها تماما فور عرضها علي، وحتى بعد موافقتي ودراستي لها كنت أسال نفسي «كيف وافقت على شخصية بها كل تلك التركيبات الصعبة؟» مع إحساسي بأن الشخصية مظلومة من خلال النص في بدايات العمل، ورغم هذا الرفض إلا أنني وجدتني أتعايش معها من دون أن أشعر، وعندما بدأنا التصوير كنت لا أصدق إشادات من حولي بأدائي، ولم أكن مقتنعا بما أقدم، ووجدت نفسي دائم البحث والقراءة عن الأفضلية لتلك الشخصية التي كنت رافضا لها وغير مقتنع بها، وظللت في حالة بحث وقراءة مع إحساس راودني دائما بأن هناك شيئا ناقصا هنا، وهو أمر شعر به المخرج علي العلي والمؤلفة هبة مشاري حمادة، لكنه كان شيئا إيجابيا في النهاية حتى أصل إلى ردة الفعل التي شاهدها الناس وخوفهم مني وعدم تقبل بعض الزملاء أيضا وخوفهم من الخروج معي في الشارع بسبب شكل شخصية «طارق»، وبطبيعتي لا أرضى بأنصاف الحلول وتقديم شيء عادي، ومن يعرفني جيدا يعرف عني هذه الصفة.
شخصية «طارق» مرت بمراحل درامية متعددة، أخبرنا عن المشاهد التي أجهدتك نفسيا.
٭ أكثر المشاهد التي أرهقتني على المستوى النفسي، عندما كنت أعتدي على الناس بعد أن باعت «سونا» شعرها رافضة بيع شرفها، وكذلك ما كان بيني وبين الفنان خالد الشاعر، وكنت أبكي من داخلي وأنا أصور هذا المشهد، وكذلك مشهد الحلاقة كان صعبا جدا، ولكن رغم صعوبته كان في قمة المتعة وبطبيعتي أعشق المشاهد الصعبة، ومشهد الكريسماس أيضا استفزني للغاية، ومن أجمل المشاهد التي أثرت فيّ عندما كنت آكل البقلاوة من يد «سونا» وأصل إلى مرحلة الاختناق بسبب وجود مخدر في البقلاوة، ولا أبالغ إن قلت إنني شعرت بشعور الميت في تلك اللحظة، حتى أنني ركضت خارج السيارة أحاول استنشاق بعض الهواء من كثر ما حسيت بالاختناق وانني قريب من الموت فعلا لدرجة أن أمي تقول لي «لا لا.. أكيد وضعوا لك شيء في البقلاوة ومو معقول أن يكون هذا تمثيل»، كذلك هناك مشهد تأثرت به كثيرا ستشاهدونه في الحلقة 29 كانت به أيضا أحاسيس غريبة، وأنا بطبيعتي لدي وسواس بالجموح والطموح نحو الأفضل مهما كان حبكة وجودة ما أقدمه فهناك دائما الأفضل.
تحفظ على العمل
كيف رأيت قدرة هبة مشاري حمادة على توزيع الأدوار فيما بينكم؟
٭ آخر عمل درامي لي بصحبة هبة مشاري حمادة كان في 2012 وحمل اسم «كنة الشام وكناين الشامية»، ثم نعود بعد 8 سنوات ونلتقي في «دفعة بيروت»، وكذلك أنا معها في المسرح، وهبة كاتبة كويتية عربية مؤثرة، والعمل بصحبتها له متعته الخاصة، فهي من الكتّاب الذين يذهبون بك إلى مناطق أخرى تناسب موهبتك، أما عن المساحات فقد كان لدي تحفظ على أن العمل به شخصيات كثيرة جدا، وهو أمر كان يقلقني كثيرا، خاصة أن الشخصية التي قدمتها في بداية العمل ما كانت تظهر بشكل كبير، ثم تبين لي أن الشخصية تتصاعد بشكل تدريجي مع كل حلقة، لأتعلم أن الشخصية ليست بكثرة ظهورها، بل بتكثيف المحتوى وعمقه وتأثيره والعلامة التي يتركها داخل العمل، وهذا يعكس قدر ذكاء وخبرة هبة حمادة.
وكيف تقيم أداء زملائك في المسلسل؟ ومن منهم فاجأك بأدائه؟
٭ حقيقة الأمر أن الكل أجاد في لعب الدور المنوط به دون أدنى مبالغة وعلى أكمل وجه والجميع كانوا رائعين، وأعجبني للغاية أداء محمود نصر وأنس طيارة، وكذلك روان المهدي ووائل منصور والأخير كانت تلك التجربة الأولى له في عالم التمثيل.
الجمهور يستحق
هل نستطيع القول بأنك استطعت التخلص من تماهيك مع شخصية «طارق» التي تقمصتها لمدة عشرة شهور؟
٭ لا تتخيل مدة الشهور العشرة وفوائدها في معايشة الدور، وما ساعدني على عدم الوقوع في فخ الشعور بالملل أنني دائما في حالة تجويد مكسوة بعدم القناعة، وهو من الأدوار التي عشتها بأدق تفاصيلها هو ودوري في مسلسل «ذاكرة من ورق» و«رحلة إلى الجحيم»، و«كنة الشام وكناين الشامية»، لكنني مع «طارق شخشيخة» الذي يختلف عن شخصيتي الحقيقية 360 درجة كنت بعيدا عن المبالغة في منطقة أخرى تماما وهذا أمتع شيء بالنسبة للفنان حتى لو لم أستطع الخروج من الشخصية بسهولة، وجمهورنا يستحق أن نقدم له ما يشعره بأننا نكن له كل الاحترام.
كيف رأيت نجاح «رحلة إلى الجحيم»؟ ومتى نشاهد الجزء الثاني؟ وكيف استقبلت الهجوم الذي طالك أنت وبطلة العمل بسبب ما قيل إنها جرأة في بعض المشاهد؟ وهل تلقيت انتقادا حول دورك في «دفعة بيروت»؟
٭ دائما نحاول أن نبدع خارج الصندوق قليلا، من حيث التفكير وتناول الموضوعات، والأمور التي نراها تثير الغرائز نبتعد عنها طواعية، وأنت تعلم أنه في بعض الأحيان نجد أن العنف يزيد العقد الدرامية، وفي النهاية أنت تقدم «حدوتة»، ونقدم فنا لمنطقة عربية ولا بد أن الناس تفهم هذا الشيء، ولكن مع هذا لا بد أن تحبك الدور كضابط مخابرات يمارس عمله خارج أرضه ويتحدث أكثر من لغة ويسلم ويتسلم رهائن، فإذا لم يصدقك الجمهور فمَن يصدق؟ وأنا سعيد بنجاح «رحلة إلى الجحيم» وهو عمل بمنزلة الابن لي، ومن المشاريع التي بنيناها وتعبنا عليها، ما أشعرني بمسؤولية حقيقية تجاه العمل ككل، وفي كل يوم أبحث وأقرأ لأتعرف على لغة جديدة وماهية الاستخبارات وعملها وأسلوبها والتعايش معها.
هل لديك عمل في رمضان المقبل؟ وماذا عن نشاطك السينمائي؟
٭ حتى اللحظة ليست لدي أعمال في موسم رمضان المقبل، فالقصص أصبحت متشابهة ومكررة، ولا شيء يحث على الإبداع، لكن هناك أكثر من مشروع مع من أثق بهم فنيا، غير مسلسل «رحلة إلى الجحيم2»، من الممكن أن أقدم من خلالهم شيئا، وأحب أن أتوجه بالشكر إلى المخرج علي العلي والكاتبة هبة مشاري حمادة، وحسين دشتي الذي قدم لي «رحلة إلى الجحيم»، كما أشكر ليلى عبدالله، وكل من وقف معي في عام 2020.