- البعض اتخذ الإعلام وسيلة للتجسس عبر الدول وأصبح استرزاقاً واستجداء لتحقيق غاياتهم
- عندنا ظواهر بين الشباب تجعلني أحزن و«الحالة القشرية» هي السائدة بينهم في العالم العربي
عبدالحميد الخطيب
في لقاء إعلامي ثقافي من الوزن الثقيل، وبعيدا عن الاسئلة المعلبة المكررة، استضاف برنامج «الديوانية»، الذي يبث عبر اذاعة «مارينا اف ام»، الاعلامي والكاتب الكبير د.نجم عبدالكريم، في حلقة مليئة بالمعلومات وبصخب الذكريات الجميلة، حيث أسهب الاعلامي مهند عبدالرحمن (مايك مبلتع) في تقديم ضيفه وتاريخه الطويل الذي يمتد لأكثر من 60 عاما في العمل الاعلامي والثقافي، واصفا اياه بأنه «مكتنز بالمضمون» ومثير للجدل.
المذيع لا يرتاح
بدأ د.نجم عبدالكريم الحلقة بالحديث عن الاعلام، وقال: «للأسف حاليا اذا الضيوف ما طقوا بعض المذيع لا يرتاح، الآن صراخ وزعيق واحيانا يضربون بعضهم بالاحذية، وهذا شيء محزن»، مستدركا: مفهوم الاعلام أوسع كثيرا مما يردده بعض السوقة والدهماء، والبعض اتخذوه وسيلة للتجسس عبر الدول، واصبح استرزاقا واستجداء، فهناك اسماء كبيرة يشار اليها بالبنان، ورنانة في الاعلام العربي، تمتلك من المليارات والطائرات والعمارات الكثير، وهو ما لا يتناسب مع طبيعة عملهم، وأصبح الاعلام وسيلتهم وسبيلهم لتحقيق غاياتهم، لكن الاعلام عمل ثقافي شريف.
وتابع: عندنا ظواهر بين الشباب تجعلني أحزن، فالشباب ليس فيهم من يجتهد للوصول الى الثقافة الحقيقية، و«الحالة القشرية» هي السائدة بينهم في العالم العربي، ناهيكم عن شيوع وسائل التواصل التي جعلت التافهين يظنون انهم عباقرة، نحن في الماضي كنا نجلس بالساعات ننحت في الكتب نحتا وننهل من اسماء كبيرة تعلمنا منها الكثير، اما الآن نرى الابتذال اكثر من الامور الايجابية، مضيفا: وسائل التعليم والتربية هي المسؤولة عن تدني الثقافة، والذين يشرفون على التعليم يعيشون بعقليات القرون القديمة وليس بينهم من يتحسس ما يريده الشباب.
وعن رأيه في أثر الاعلام في المجتمع، قال: لا نستطيع ان نجعل الاعلام منعزلا عن الحالة العامة، وبعد نكسة 67 مررنا بمراحل متواضعة في اعلامنا العربي بعد تشكل حالة مغايرة عن فترة ما قبل النكسة والتي كان يسود فيها رواج سياسي وافكار القومية العربية، واصبحت عندنا سياسة كاذبة واقتصاد منهار وفنون وأدب تافهان، مشددا على ان الامة العربية لن تقوم لها قائمة من دون وجود حرية للمبدعين. وأوضح: نحن للاسف نفتقد الحرية، واذا اعطيت الحرية للمخرج والفنان والمثقف والاديب وغيرهم من النماذج البشرية المبدعة فستستعيد امتنا امجادها.
اللغة الفصحى
وأكد د.عبدالكريم انه يتحدث اللغة العربية الفصحى في كل وقت حتى في بيته، لكن قد يتحدث العامية اذا اقتضت الضرورة ذلك، كاشفا عن ان ابناءه (أمجد ولنا ولينا) يتعاطون مع مهنة الاعلام كل في مجاله، ملمحا الى انه أخرج مسرحية «بني صامت»، ثم سافر لفترة طويلة الى اميركا لاستكمال دراساته العليا، وعاد وأخرج مسرحية «حكمت محكمة السلطان» للمسرح الشعبي، بعدها انصرف لمسؤوليات أخرى جعلته يبتعد عن الإخراج المسرحي.
وخلال الحلقة تم عرض مجموعة من الصور للإعلامي والكاتب الكبير مع فنانين وسياسيين وشخصيات عامة، ولفت الى انه أخرج فيلما سينمائيا بعنوان «لا نعم» وحصل على جوائز، وقال: الفيلم كان يمثل فكرة السلام في فلسطين سنة 1974، وكان عبارة عن عمل بدون كلام، مؤكدا انه من انصار منع الرقابة تماما لكي تعطى الحرية للمبدع لكي يتحمل مسؤوليته فيما يكتب او يقول، وأوضح: في هذا الزمن لم تعد للرقابة قيمة لان هناك قوانين، وأتعجب لمنع قصة أو ديوان شعري، فهذا الكلام عيب، الآن الناس تستطيع أن تقرأ وتشاهد كل ما تريده عبر اجهزة الكمبيوتر.
أم كلثوم وعبدالحليم حافظ
استذكر الاعلامي والكاتب الكبير د.نجم عبدالكريم عندما تواصل مع «كوكب الشرق» ام كلثوم لكي تغني «يا دارنا يادار»، وقال: الشيخ جابر العلي من مميزاته في الاعلام انه لم يكن خاضعا للبيرواقرطية، وطلب ان نتواصل مع ام كلثوم لتقديم اغنية للكويت، وبالفعل ذهبنا اليها وقالت «الكويت بلد عزيز علي» وكانت تربطها علاقات وصداقات مع نساء كويتيات واحتفوا بها كثيرا عند حضورها هنا، ولم تغير في كلمات الاغنية غير كلمة واحدة هي «كعبة الأحرار» والتي اصبحت «منبت الاحرار»، مشيرا في نفس السياق الى انه كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية مع الراحل عبدالحليم حافظ، واستطرد: عبدالحليم كان سريع البديهة وذكيا جدا ومن الذين يقرأون وهذا يمكن ملاحظته في الكلمات التي كان يختارها لأغنياته.